تكثر الكتب الّتي تُعالج موضوع الزّواج، أسباب نجاحه أو فشله، في أيّامنا هذه. فعلى الرّغم من العهود والتّعهدّات المتبادَلة الّتي تحصل قبل الزّواج، إلاّ أنّ الكثير من هذه الزّيجات ينتهي إلى طلاق. فإلى أين نسير في هذا المجال؟
الزّواج هو اتّحاد بين شخصين، يتطلّب جهداً من الاثنين. إلاّ أنّنا في هذا المقال سنُعالج الموضوع من زاوية المرأة فقط؛ فنسأل: هل أنتِ متزوّجة؟ مخطوبة؟ أو تفكّرين بالزّواج يوماً؟ نصيحتي لكِ أن تَسعَي لتكوني الزّوجة المثاليّة لأنّ هذا سيُساهم حتماً في إنجاح زواجِكِ.
لقد عشتُ سنوات الحرب بأكملها في لبنان، وكم كنتُ أودّ لو أسافر إلى بلد آخر أنعم فيه بالسّلام. لكنّ ضيق الحال منعني من ذلك، فتعرّضت لما تعرّض له أترابي من ضيق شجّعني على ألاّ أتنكّر لهويّتي. فهَمَمتُ بقراءة تاريخ بلدي، والكتب الّتي تتحدّث عن الأحوال السّابقة، فرأيت أنّها لم تكن أفضل ممّا مرّ علينا مؤخّراً، باستثناء حالة واحدة عرفها لبنان زمن الأمير فخر الدّين، الّذي حكم البلاد من دون تمييز بين مواطن وآخر.
قال الرّبّ يسوع: "أنتم ملح الأرض. ولكن إن فسُد الملح فبماذا يُملّح؟ لا يصلح بعد لشيء إلاّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس من النّاس. أنتم نور العالم. لا يُمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجاً ويضعونهُ تحت المكيال بل على المنارة فيُضيء لجميع الذين في البيت فليُضئ نوركم هكذا قُدّام النّاس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويُمجّدوا أباكم الّذي في السّماوات" (متى 5: 13-16)
تُميّز الأمانة ولاء الله وإخلاصه لشعبه، بعدما ارتبط به بعهد، وقد صارت مطلباً إلهيّاً مُلحّاً يطلب من الإنسان أن يكون هو بدوره وفيّاً في علاقته بإلهه. الكلمة العبرانيّة "àman"، الّتي اشتُقّت منها الكلمة "أمانة"، تحمل المعاني التالية: ثبات، ورسوخ، واستقرار، وما هو جدير بالثّقة. أمّا العهد الجديد، فيستخدم العبارة "أمانة" المشتقّة من كلمة "إيمان" (في اللّغة اليونانيّة كما في العربيّة).
وُلِدَ "جون كالفن" في "نويون" في فرنسا، وإذ كان والده كاتباً عدلاً يعمل لصالح أسقف المدينة، استحصل له على رتبتين كنسيّتين، طامحاً إلى أن يصير ابنه كاهناً في الكنيسة الكاثوليكيّة. لكن، عندما اختلف الأب مع الأسقف، أرسل ابنه إلى جامعة باريس، حيث تفوّق في التّحصيل العلميّ، ودخل بعدها مدرسة الحقوق في "أورليان". وقد عُرِفَ "كالفن" بمحبّتهِ الدّراسة والعلم منذ البداية. كما أنّه برع في العبارة الأدبيّة، وكان أوّل مؤلَّف له كتاباً عن "سنيكا" (Senica)، الخطيب والسّياسي الرّوماني ( 4 ق م- 65 م)، وقيل عن هذا المؤلَّف إنّه شهادة مُقنِعة لميوله البروتستانتيّة الّتي
إن مُجرّد الكلام على الحياة بعد الموت يدفع بعض النّاس إلى أن يستنكر قائلاً: "مين راح ورجع خبّر؟ ومين بيعرف وين بروح الإنسان بعد الموت". هذا الرأي الشائع يُسمّى باللا- أدرية Agnosticism أو "لا أدري، بالتالي لا أؤمن". تقول هذه النظريّة إنّ الإنسان لا يعرف أين يذهب بعد موته. بالحقيقة، لم يكن يوماً أصحاب هذا المذهب من الّذين يُطمئنون الآخرين عن المستقبل والمصير، لم يكونوا أبداً من الّذين يُركَن إليهم بأيّ نقاش علميّ أو لاهوتيّ جدّي ومُخلِص.