قايين ابن آدم، القاتل الأوّل، بنى أوّل مدينة في التَّاريخ، وسمّاها على اسم ابنه حنوك. أمّا ثاني مدينة في التاريخ البشريّ، فكانت بابل، وبناها نمرود أحد أحفاد نوح، من يدرس الأناجيل المقدّسة يرى أن يسوع لم يكن مبهورًا بالمدن إذ عرفها على حقيقتها، وعرف حقيقة إنسانها، فقال الويل لها.
ومع هذا نظر يسوع إلى المدن نظرة عطف وحنو. كان شعاره: "يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهذَا قَدْ أُرْسِلْتُ." (لو 4: 43).
لماذا يرفض بعض المسيحيّين العهد القديم؟ كيف نُوضّح لهؤلاء الرّافضين للعهد القديم، أنّ المسيح والعذراء ومتى ومرقس ولوقا ويوحنا وبطرس وبولس ويعقوب، وبعدهم جميع آباء الكنيسة الجامعة، اقتبسوه بكثرة.
إنّ قراءة الأسفار المقدّسة، بعهديها القديم والجديد، تنير العقل والدّرب نحو الحياة الأبديّة. فاسمعوا نصيحة يسوع المسيح الّذي أوصى: "فَتِّشُوا الْكُتُبَ" - ويقصد بها كتب العهد القديم – "لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي." (يو 5: 39).
وستبقى صورة الفتاة الصغيرة الّتي كانت تحمي أخاها الأصغر منها والعالِقَين تحت الركام راسخة في وجداننا نتعلّم منها الحنوّ والإخوّة والتّشجيع والصّبر والصّمود إلى أن يأتي الفرج.
التّسبيح هو عنصرٌ أساسيٌّ ودائمٌ في العبادة المسيحيّة الفرديّة والجماعيّة. نحن نمارسها في الكنيسة. لكن علينا أن نُمارسها في صلاتنا الفرديّة المخدعيّة والعائليّة. الإنسان الروحيّ لا يقدر إلاّ وأن يُسبّح الرّبّ. لكن هناك دعوة أخرى في كلمة الله، ليس فقط لنُسبّح الرّبّ، بل لندعوَ الآخرين لينضمّوا إلينا.
تُمجّد "النخبة" Elite في المجتمع من قبل الجميع على أساس أنّها الجماعة الأفضل بين الناس. فالنُخَب لها هالات من العظمة يحترمها النّاس حتّى ولو لم يعرفوا حقيقة أصحابها. أمّا النّخبة الحقيقيّة فهي التي تتجاوب مع اختيار الله لها لتعرفه ولتحيا أمامه بقداسة عمليّة.
عندما يلتقي المرء بالمسيح، يعرفه بأنّه السيّد، وبين يديه توضع الحياة، وعند قدميه تُهرَق ثروات الأرض رائحة طيبٍ لمسرّته ولمجده. وهل يسأل بعد من اختبر فيض نعمته عن الغد وكيف يأكل ويشرب ويلبس؟
المال لم يوجد في الحياة إلا ليُصرَف على القضايا الكبرى. المال ليس للسخافات وللتكديس وللمجد الزائل. وهذا ما اكتشفته بعض قدّيسات الكتاب المقدس. هؤلاء اختبرن نعمة الشفاء من أمراض وأرواح شريرة. وعرفن أنّ من شفاهنّ يستحقّ كلّ ما في الحياة، فقدّمن له ما معهنّ.
إنّ علم الغيب يزداد في هذه الأيام الأخيرة بسبب الفراغ الدّينيّ، والابتعاد عن الكتاب المقدّس، والحشريّة، ولأنّه علامة من علامات آخر الأيّام.
المؤمن المسيحي الحقيقي يلتزم بتحذيرات كلمة الله ولا يسمح لنفسه بأن يسقط في فخاخ إبليس الّتي منها "علم الغيب" على أنواعه. يقع عدد كبير من الناس في فخّ هذا العلم بسبب جهله وطيب نواياه. لكنّ الكتاب المقدّس لم يتركنا في هذا الموضوع من دون تعليم واضح وإنذار شديد.
الّذي وُلِدَ في بيت لحم، من مريم ابنة داود، ليس مُجرّد أمير من نسل ملكيّ ولا مُجرّد نبيّ يحمل رسالة الآباء ويُكملها. إنّه "الكائن على الكلّ. إنه الإله. إنّه المبارك إلى الأبد"، إنّه الّذي "مَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ".
في هذا الميلاد، هل تقبل المسيح "الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ؟"
وإذ نرى المسيح نرى الإله المنير والمحبّ والودود والطيّب والشفوق والرحوم والعزيز والمـُعزّي والمبارك الوحيد القادر على أن يُنير حياتنا ويُمجّدها. نحن الآن في وادي الجثث. وإلى رئيس الحياة تتوق أرواحنا. وسنراه. نعم سنراه. آمين سنراه. فهو "يأتي مع السحاب، وستنظره كلّ عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض.
ذكر الكتاب المقدّس سيرة بطل كبير هو إيليّا النّبيّ الّذي عاش في زمن اضطهاد أنبياء الله. الصّراع كان بين إلهين وسلطتين ومصدرين للخير. الإله الأوّل حيّ وحقيقيّ والثّاني مُختَرَع ووهميّ. والسّلطتان هما سلطة الحقّ ممثلة بإيليّا، وسلطة الجور والكذب ممثلّة بآخاب. أمّا الخير فلم يكن إلاّ من عند الرّبّ، فيما البعل المفترض أن يكون إلهًا للخصب، كان مضروبًا بالعقم الأبديّ لأنّه لم يكن موجودًا.
نتشجّع إذ نرى الرّبّ الطيّب يلتفت نحونا عندما نصرخ إليه ويُخلّصنا ويجعل في أفواهنا ترنيمةً جديدة، ليس لأنّنا طيّبين ونستحق خلاصه، كما نُعزّي نفوسنا، بل لأجل رحمته الكثيرة.
غالبيّة النّاس اليوم صاروا يُسمّون الخطيّة خطأ، علمًا أنّ هناك فرقًا كبيرًا بين الخطيّة والخطأ. فالخطأ هو تصرّف لا ينسجم مع قاعدة وضعها إنسان ما حول أمر ما. أمّا الخطيّة، فهي إثم أو ذنب ضدّ مطالب الله الرّوحيّة والأخلاقيّة.