الأرملة المؤمنة
في يوم من الأيام، خرجت أرملةٌ من صرفة صيدا لتجمع العيدان والقش لتخبز بالقليل الذي تبقّى لها من الدّقيق والزّيت كعكةً لابنها ولها. فقد حلّ في تلك الفترة جوع شديد على المنطقة لأن ملك اسرائيل وشعبها عملوا الشرّ في عينيّ الرّب.
وبّخهم النبي ايليا مرّات عدّة لكنّهم رفضوا أن يرجعوا عن شرّهم فقال لهم: "لن يكون هناك مطرٌ أبداً إلا عند كلامي." وبعد فترةٍ، أرسل الرب ايليا النبي إلى هذه الأرملة حتّى يستقي منها وتطعمه وتعوله. وعندما وصل إلى باب المدينة، وجد الأرملة وهي تقشّ عيداناً فناداها وقال:"هاتي لي قليلَ ماءٍ في إناءٍ فأشرب". وفيما هي ذاهبة لتأتي به ناداها قائلاً: "هاتي لي كسرةَ خبزٍ في يدك"، فقالت: "حيٌّ هو الرب إلهكَ أنّه ليست عندي كعكةٌ ولكن ملئُ كفٍّ من الدقيق أي الطحين وقليلٌ من الزيت وجمعت العيدان لآتي وأعملهُ لي ولابني لنأكله ثم نموت". فقال لها ايليا: "لا تخافي، ادخلي واعملي كقولك ولكن اعملي لي كعكةً صغيرةً أولاً واخرجي بها اليّ ثم اعملي لك ولابنك أخيراً . لأنّه هكذا قال الرب: إن كوّار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطراً على وجه الأرض."
فذهبت وفعلت بحسب قول ايليا وأكلت هي وهو وابنها أيّاماً. كوّار الدقيق لم يفرغ وكوز الزّيت لم ينقُص بحسب قول الرّب الذي تكلّم به عن يد ايليا.كم كان ايمان هذه الأرملة شديداً فهي وثقت أن الرّب سيتمم وعده وأيقنت بأن ايليا مرسلٌ من الله إذ قالت له: "حيٌّ هو الرّب إلهك" وثقت أن الرّب إله ايليا قادر على أن يحييها هي وولدها. فخاطرت بحياتها، بل وحتى بحياة ابنها، لكن الرّب عظيم لم يدعها تحتاج طوال مدة الجوع فلم تمت لا هي ولا ابنها. لكن يخبرنا الكتاب المقدس أن القصة لم تنتهِ عند هذا الحدّ. فبعد ذلك، مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جداً حتى الموت. فحزنت المرأة جداً ومن شدّة حزنا قالت لإيليا:" ما بالك يا رجل الله! هل جئت إليّ لتذكير إثمي وإماتة إبني؟" فقال لها ايليا: "أعطيني ابنك" وصعد به الى العلّية وصرخ الى الرب: "يا رب الهي! لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه" فسمع الرّب لصوت ايليا وعاش الولد. فأخذه ونزل به الى أمّه وقال لها: "أنظري ابنك حيّ". فقالت: "هذا الوقت علمت أنك رجل الله، وأنّ كلام الرّب في فمك حقّ".
الله لم ينسَ تضحية المرأة في المرّة الأولى ولا كيف استجابت لطلب ايليا، لذلك رحم ابنها بعد مرضه واستجاب لصلاة ايليا وأقامه من الموت فتثبت ايمانها أكثر فأكثر وآمنت بكلام الرّب أنه حق.
نتعلم من أرملة صرفة كيف نثق بالرّب وبكلامه وكيف نطيعه عند أي طلب حتى ولو كان ذلك على حساب حياتنا وأنفسنا.
الشاهد:
ملوك الأول 17
آية الحفظ:
هذا الوقت علمت أنّك رجل الله وأن كلام الرب في فمك حق. (1ملوك 24:17).
صلاة:
"أيها السيّد الرّب، أعطني أن أطيعك في كلّ أمور حياتي مثل أرملة صرفة حتى لو كان على حساب نفسي والأشياء التي أحب".