نرى أهميّة الحفاظ على الصحّة من منطلق الإهتمام والإعتناء بأجسادنا التي هي هيكل للروح القدس. هناك معايير وضعها الله للحفاظ على حياة الإنسان من الأمراض. الكتاب يؤكّد وعد الله بالشّفاء، ولتحقيق هذا الوعد، ينبغي أن نُكرم الرب في حياتنا (خر 15: 23). أما في حالات المرض نرى يد الله المباركة الممدودة للشّفاء (مزمور 103).
لكي نتمتّع بصحّة كاملة، ينبغي أن نجدَ توازنًا بين العمل والرّاحة (خر 20). من الأمور التي تؤثر أيضًا هي القلَق الفكري المستمر. فبالرّغم من عدم وجود دراسات علميّة دامغة تربط الإثنين معًا، يُشدّد سفر الأمثال على أهميّة الفرح وتأثيره. الضّغوطات الخارجيّة حتمًا تُؤثّر سلبيًا إذا إستمرَت لفترات طويلة. أذكر نصيحة بولس الرسول للإهتمام بما هو سامٍ بروح الشكر والتمتّع بالسّلام الإلهي (في ٤). أثبتت إحدى الدراسات التي أُجريَت في جامعة ماريلاند أنّ الضحك والإبتسام يقيان من الجلطات القلبيّة. أربط هذه الدّراسة بكلمات المزمور 32 التي تُشير إلى أنّ الفرح القلبي والسَّلام الداخلي هما حقًّا أفضل علاج طُبّي وُجِدَ على الإطلاق.
يستحضرني ما أراه في خِضَّم العلاقات الجنسيّة التي يقوم بها بعض الشُبَّان والشَّابات خارج إطار الزواج، وكذلك تعدُّد الشركاء الجنسييِّن، وتأثير المِثليَّة الجنسيَّة، أنْ أُنبّه إلى مخاطر هذه الممارسات على الصحّة. ماذا ينبغي أن نفعل لكي نحمي أنفسنا وعائلاتنا من الأمراض المتناقلة جنسيًّا؟ الكتاب المقدس يضَع الأُطر العامَّة تحت عنوان الإنضباط. نرى أيضًا أن فقدان الغذاء المتوازن هو أحد المسبّبات الرئيسيّة للمرض، أذكر منها السُمنة وتأثيراتها مثل إرتفاع معدّلات الكوليسترول والدّهون المشبَّعة والسُكَّري وضغط الدم المرتفع، الأمور التي لها إرتدادات سلبيَّة على الصحَّة. حبَّذا لو كان هناك حميّة غذائية مُتوازنة تحمي من الأمراض. أتذكّر قصد الله عندما وضع الإنسان في جنّة عدن وذلك بالإشارة إلى أهميّة الغذاء النبّاتي. فتوازُن الغذاء إنَّما يدخُل في إطار إدراك القوانين الغذائيّة، ولا يتعلّق بفئة من النّاس دون الأخرى. فالقوانين الإلهيّة المتعلّقة بالصحَّة هي شاملة وكاملة وموضوعة لخير البشريَّة. يُشير سفر التكوين إلى ضرورة التميِّيز في إختيار الأطعمة سواء كانت نباتية أم حيوانية، لما له من نتائج إيجابيَّة، وفي حال عدم الإلتزام، فإن لهذا عواقب وخيمة (تك 7 و 66). نلاحظ أيضًا بعد الطوفان أصبحت الثّروات النباتيّة، كما الحيوانيّة، نادرة وغير كافية لغذاء الإنسان. لكنّ الله وضع الأطر لإستمرار الغذاء المتوازن. أرى حكمته وتدبيره في إختيار الغذاء السَّليم) تك 9) إذ أعطى النعمة في تمييز الأنواع المُفيدة من الطعام (لا 11).
عندما نتكلَّم عن دور الغذاء وأهميته للصحّة لا بُدّ أن نذكر النبي دانيال الذي كان مثالاً في إختيار الغذاء المتوازن (دا 1) وذلك عندما “جَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ.” فهل ينبغي أن نمارس التحكّم الإرادي والعقلّي في إتّباع التَّوازن الغذائي للمحافظة على صحّة أجسادنا؟ أم هناك عوامل أخرى مؤثّرة؟ يُحدِّد ينصح بولس الرسول أن نُمارس عاداتنا الغذائية بروح الشكر ولمجد الله