نحن نحكي عن الإصلاح في المجتمع والمؤسّسات وحياة الأفراد. لكن قلّما نسمع الكلام على “الإصلاح الرّوحيّ”؟ أمّا طلب الإصلاح فيفترض الاعتراف بوجود عطلٍ ما أو خرابٍ مُعيّن يحتاج لإعادته إلى حالته الجيّدة أو الجديدة. الأعطال تحتاج إلى الإصلاح. الأشياء عندما تعتق تحتاج صيانةً. لا يُمكن لأمور الحياة أن تستمرَّ بنضارتها بدون أن يضع الإنسان لمسات تُخفّف من آثار عوامل الوقت والطّبيعة عليها فيُعيد إليها رونقها وجمالها.
كذلك الحياة الرّوحيّة تعتق وتشيخ وتضمحلّ وتندثر إن لم يكن هناك محاولات جديّة لإنقاذها وإصلاحها وإحيائها. قليلون يفتكرون، بواقعيّةٍ، بموضوع الإصلاح الروحيّ كحاجةٍ شخصيّةٍ أو عائليّة.
يحكي العهد الجديد عن “وقت الإصلاح” (عب 9: 10). هذا وقت يفرض نفسه ولا بُدّ أن يُجرى فيه الإصلاح الرّوحيّ والأخلاقيّ المطلوب لخير الإنسان والمجتمع. لا خير في إهمال الإصلاح بحسب القواعد الإلهيّة. لا خير في التّهاون في المواضيع الروحيّة. فعندما تُترَك الحياة الروحيّة بلا صيانة وإصلاح تهترئ وتصدأ وتتهاوى، وتنتهي رغم كلّ الأمنيات السّعيدة. الحياة الروحيّة بحاجة إلى إصلاح مُستمرّ. ولنُحقّق الإنسان الروحيّ الصحيح علينا أن نأخذ موضوع الصّيانة الروحيّة جديًّا وبإخلاص.
في عالم الإيمان، يتكّل البعض على المعجزات لإجراء التّغيير الرّوحيّ المطلوب. أمّا المعجزات فيُعيقها عدم طلبها من الله، أو عدم السّماح له بإجرائها، أو عدم المبادرة الشخصيّة لتحقيقها. لا يُلام الله لعدم حصول الإصلاح الرّوحيّ. إنّها مسؤوليّة الإنسان حصرًا