كيف تُحِبّ أن يذكرك الناس؟ كيف تريد أن تُلخّص حياتك؟
هل تعلم ما يقوله الناس عنك في غيابك؟
هذا هو الصيت.
الصيت هو رأي أو تقييم إجتماعي لشخص أو تجمّع أو مؤسّسة. وهو عامل مهم في كلّ ناحية من نواحي حياتنا الشخصيّة والإجتماعيّة. ويمكن الصيت أن يحدّد هويّتنا لأنه يشكّل في أغلب الأحيان نتيجة لما نفعله ونقوله ويعرفه الآخرون عنّا.
يصنع كلّ واحد منّا سمعته، ويتّصف بصفات تظلّ لاصقة فيه وبذكراه. و يمكن الإنسان أن لا يعي صيته. ويمكن الصيت أن يخرج عن نطاق سيطرة الانسان خاصةً إذا استهدفه مَن حوله في ما يمكن أن يتسبّبّ، شاء ذلك أو أبى، بتغييرٍ جذريٍ في حياته. فكم نسمع عن أشخاص ذوي صيت جيّد إستهدفتهم إشاعات مُغرِضة تسبّبت بأذى بالغ في حياتهم؛ لهؤلاء أقول، إصبروا وتابعوا حياتكم بفعل الصلاح إذ لا بدّ للحقّ أن يظهر ولو بعد حين. وكم نسمع عن أشخاص دمّروا صيتهم بأنفسهم بأفعال مشينة خسروا معها احترام الآخرين وثقتهم. لهؤلاء أقول إعترفوا بخطئكم وإرجعوا عنه وقرّروا أن تعيشوا حياة أفضل.
يتجرّأ البعض على الإدعاء أن إسلوب حياتهم أمرٌ لا يخصّ أحداً سواهم. لكن الدراسات تقول بأنّ جميع الناس يؤثّرون على جميع الناس، بعضهم بطريقة إيجابيّة، والبعض الآخر بطريقة سلبيّة. ويمكن أسلوب حياتك أن يقود الآخرين إلى الخير كما إلى الشر. يعلّمنا الكتاب المقدس أنّ إسلوب حياتك الآن هو الذي يحدّد الطريقة التي سيذكرك بها الآخرون وكيف ستُدان من الله. ولما نفعله الآن أهميّة بالغة ليس فقط في هذه الحياة بل أيضًا بعد الموت. يقول الكتاب المقدس: “الصيت أفضل من الغنى العظيم والنعمة الصالحة أفضل من الفضة والذهب.” كما يقول أيضًا: “لأنّ كلّ شجرة تُعرَف من ثمرها”. فأعمالك تعرّف عنك.
عندما نذهب إلى المآتم نرى لوحة صغيرة مثبتة على النعش كُتِبَ على السطر الأول منها إسم الراحل وعلى السطر الثاني، السنة التى ولد فيها ثم “–” (شحطة) والسنة التي توفى فيها. الشحطة هي القصة كلّها، هي الحياة التي عاشها بين الولادة والموت. فكيف سيذكره الناس يا ترى؟