يتعدّى عمل الخير الصّدقات وفعل الرّحمة في المناسبات والأعياد ليصبح أسلوب حياة. على أساسه يتعوّد المؤمن حمل أثقال الآخرين وتقديم كأس ماء بارد باسم يسوع. فيخدم بمحبّة ويكون لطيفًا وشفوقًا ومتسامِحًا ومسالِمًا ومضيفًا للغرباء. يبارك من يسيء إليه، ولا يُجازي عن شرّ بشرّ وعن شتيمة بشتيمة، ويترك انطباعًا إيجابيًّا أينما حلّ.
أعلن يسوع قاعدة سلوكيّة عظيمة لحماية الأخلاق والشّخصيّة من ردّات الفعل السلبيّة. “فكلّ ما تريدون أن يفعل النّاس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم” (متى7: 12). قاعدة ذهبيّة وقمّة الأخلاق! تفتح آفاقًا بلا حدود للتّعبير عن حبّ المسيح في خدمة الغير. يمنع النّاموس إيذاء الآخر أمّا المحبّة فتخدمه. إذا كثُر أتباع هذا القانون يصير العالم جديدًا. عندها تنكمش الذّات وتصير الخدمة مبدأ سائدًا، فيغفر المرء ويرحم ويمدح ويتفهّم تمامًا كما يرغب أن يُعامَل.
ينصح الرّسول بولس المؤمنين ألّا يفشلوا ولا يكلّوا في عمل الخير، لأنّه يساعدهم في بناء أخلاقهم وشخصيّاتهم. وبينما ينمون على ضفاف مياه كلمة الربّ لا يكتفون بالورق من دون الثّمر، بل ينتجون براعم حسنة النيّة لتتفتّح فيهم أزهار الفضيلة. يضع الرّسول يعقوب مبدًأ عامًا مفاده، “من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطيّة له” (يع 4: 17).