القابلة القانونيّة وحماية الأرواح الثمينة

ينتشر الفساد اليوم في مجتمعنا وعلى كافة الأصعدة ما أدى إلى بروز عدة برامج تلفزيونيّة إستقصائية مهمتها كشف الفضائح ونشرها لمحاولة ردعها. ومع هذا نسمع يومياً عن فضائح جديدة الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل عن سبب لجوء الفاسدين إلى مثل هذه الطّرق الملتوية. فوحده غياب خوف الله عن قلوب الناس هو الكفيل بارتكاب أفظع الشّرور (رو 12:3-18).

تستوقفني في سفر الخروج قصة القابلتين العبرانيتين اللتين لم تخشيا فرعون ملك مصر المـُرهب الذي أمر بقتل كل مولود ذكر من العبرانيين. ولم تمتثلا للأمر لأنهما خافتا الله. ما أقوى تلك المحبّة للرب الّتي ملأت قلبي الممرضتين فأحبتاه أكثر من أي شخص أرضيّ مهما علت مرتبته أو سلطته وقد ترجمتا هذه المحبّة بطاعتهما وصايا الرّبّ وبالتّحديد الوصيّة السادسة: "لا تقتل".

يقتل بعض الأطباء والممرضون بممارستهم عمليات الإجهاض ليس تحت أي ضغط من سلطات جائرة كما في أيام فرعون بل جراء ضعفهم أمام الإغراءات المادية. أمّا الممرضتان فعلمتا أنّ عليهما أن تطيعا الرّبّ أكثر من النّاس. مدّتهن مخافة الرب بشجاعة الوقوف إلى جانب الحقّ الإلهي في وجه أعظم ملوك تلك الحقبة، وتحلّتا بقوّة كبيرة ووثقتا بأنّ مخافتهما الرّبّ ستجعله يبارك طاعتهما ويحميهما ويكون ملجأ لهما. وهكذا حفظتا الأولاد ومن بينهم موسى نبيّ الله. وباركهما الله ببيوت وعائلات لهنّ، وبارك التاريخ المُقدّس بنبي عظيم له.

وفي مناسبة تأسيس نقابة القابلات اللبنانيّات، أتمنّى لزميلاتي التوفيق في خدمة الإنسان، راجية أن يكنّ أمينات ومخلصات في حماية حياة الأجنّة وعدم التورّط في عمليّات الإجهاض التي ليست سوى جرائم قتل بغيضة في نظر الله. وأنا واثقة أن الله سيحفظهنّ ويباركهنّ كما بارك القابلتين في القديم.

الكلمات الدلالية