طقس ربيعي ولا أجمل، وشمس مشرقة تبث أشعّتها الذهبيّة من خلف الأفق، ونسمةٌ عليلةٌ طيّبة تهبّ على المكان وتُنعش روح الانسان. يُبشّر ذلك كلّه بيوم جديد وانطلاقة متجدّدة. وتحثّني رغبتي المتزايدة على أن أمسك بكتاب وأخرج إلى الحديقة بلا تردّد وأجلس على مقعد خشبي ينتظرني أمام البيت استمتع بالسلام من حولي وأطرب لألحان العصافير الشادية.
"أومِنُ يا سيِّد، فَأَعِنْ عَدَمَ إيماني" (مرقس 9: 24)
على الرّغم من مرور تسعة عشر عامًا من قبولي المسيح ربًّا ومُخلِّصًا، ونموّي المستمرّ في الإيمان، إلاّ أنّني ما زلت في حاجة إلى أن أصلّي هذه الصّلاة كلّ صباح. فأنا، كجميع المؤمنين بالمسيح، أواجه كلّ يوم في هذا العالم تجارب وضيقات عديدة، فأصرخ إلى الرّبّ طالبة إليه أن يُقوّي إيماني.
تختلف الآراء في ما يختصّ بالأمّ العاملة. فمنهم من يستحسن أن تذهب إلى العمل، ومنهم من يُفضّل بقاءها في البيت. ولكلّ رأيٍ أسبابه ودوافعه. أمّا القرار النّهائيّ فيعود إلى الأمّ نفسها الّتي عليها أن تختار، ولكن بحذر شديد، فأولادها على المحكّ!
في الحالات الّتي يكون فيها ربّ العائلة قادرًا ماديًّا على إعالة أهل بيته، من المفضّل أن تبقى الأمّ في البيت لتهتمّ بأولادها الصّغار إلى أن يبدؤوا بالذّهاب إلى المدرسة. لقد جعل الله الأمّ أفضل مَن يهتمّ بالأولاد، فهي الّتي تحملهم في بطنها تسعة أشهر وتعتني بهم وتصونهم وتحفظهم في صغرهم.
قال الرّسول بولس: "لأنَّ الرِّياضةَ الجسديّةَ نافعةٌ لقليلٍ،
ولكنَّ التّقوى نافعةٌ لكُلِّ شيءٍ، إذ لها موعِدُ الحياةِ الحاضِرَةِ والعَتِيدَة"
(1 تيموثاوس 4: 8)
في هذه الآية الكتابيّة نفهم أنّ الرّياضة الجسديّة نافعة، لكنّ نفعها يبقى محدوداً وقليلاً عندما يُقارن بالرّياضة الرّوحيّة. فالتّقوى لا تنفع فقط في مجال الحياة الأرضيّة، بل نفعها يُفيد الحياة الأخرى، أي الأبديّة.