وانتظرت أن يأتي المعزّي إليها. صدّق هؤلاء يسوع في كل ما قاله حتّى في موضوع نزول الروح الإلهي عليهم.
ما هو هذا الاختبار الذي لم يحصل مثله من قبل؟
عصفَ، في ذلك اليوم، صوت ريح في عليّة صهيون، ونزلت ألسنة كأنها من نار واستقرّت على رؤوس التلاميذ، وامتلأ الجميع من روح قدسه. كان الاختبار قويّا ومدهشًا فأقامهم شهودًا يحكون لغات لم يعرفوها يشهدون بها عن يسوع المخلّص الملك لحجّاج لم يتبرّكوا ببرودة جدران الهيكل. كم كان ذلك اليوم عاصفًا في حياة الآلاف، إلى حد لم يتمكن أي واحد منهم معه من أن يحبس ذنوبه إذ استيقظ الضمير وبدأ الإقرار بالخطايا والتماس التوبة والتسليم للمسيح. جاؤوا من بلاد الانتشار يهودًا تقليدييّن فصعقهم المسيح وصاروا أحياء به وانضموا إلى جماعته الملتهبة بنيران سماوية لم يختبروها في مكان آخر. انطلقت الكنيسة في ذلك اليوم الأول تشهد ليسوع في عالم يسوده الفساد التام والعداء المتوحّش.
تشهد حياة هؤلاء الذين دُعوا مسيحيّي اليوم الأول على مجد المسيح. لم يكونوا أعضاء في الطائفة ومحازبين في الجماعة. هالهم مبدأ قبول الكذب والسرقة والمراءاة والبرودة الروحيّة بينهم، وعاشوا بأمانة خالصة لمن ألهب قلوبهم بمحبته. صفاؤهم وتضحياتهم وقداستهم ومحبتهم للمُخلِّص ولبعضهم البعض أرعبت أعداءهم فلم يقووا عليهم. تُفقَد هذه الرهبة عند فقدان حضور الروح وعند تشتّت النظر بعيدًا عن المسيح. مسيحيّة يوم الخمسين 33 م. أين أنتِ؟ تُجيبنا من عمق الكتاب الإلهي: عودوا إلى المسيح أعود إليكم.