
إنّ المؤمن الحقيقيّ هو في عيد مستمرّ، وأعياده لا تنتهي. وعلى كلّ مَن اختبر الولادة الثّانية واغتسل بدم المسيح أن يكون في حالة عيد، لأنّه في شركة مستمرّة مع الآب وابنه، “لأنّ فَرَح الرّبّ قوَّتنا”. المؤمنون بالمسيح هم كشعب الله في القديم عندما استعدّوا للخروج من مصر، أحقاؤهم مشدودة وأحذيتهم في أرجلهم وعُصيِّهم في أيديهم، لأنّ فِصحَهم المسيح قد ذُبِح لأجْلِهم. إنّهم جاهزون للذّهاب إلى البيت السّماويّ.
لقد ذُبِح المسيح لأجلنا، وأعطى حياته ونفسه ودمه بديليًّا عنّا، أي أنّه أخذ مكاننا على الصّليب. لم يكن بولس أو بطرس هما اللّذان صُلبا عنّا، ولا أيّ قدّيس آخر، على الرّغم من أنّهم جميعهم ضحّوا بأنفسهم لأجل شهادة الإنجيل والكنيسة. وحده يسوع ذُبِح لأجلنا وتحمّل الآلام لكي نتحرّر نحن. إنّه الطّريق الوحيد الّذي ختمه الآب السّماويّ لقبول الخطاة. فعبَرت الدّينونة عنّا، لأنّها أصابت المسيح الّذي “تألَّم مرَّةً واحدة من أجْل الخَطايا، البارّ من أجْل الأثَمَة، لكي يُقَرِّبَنا إلى الله” (1بطرس 3: 18)؛ “لأنَّه جَعَل الّذي لم يَعْرِف خطيَّةً، خطيَّةً لأجْلِنا، لِنَصير نحن بِرَّ الله فيه” (2كورنثوس 5: 21)
إنّ ذبيحة المسيح قادرة على أن تُخلِّص وتُبَرِّر وتُقَدِّس إلى التّمام كلّ الذّين يقتربون إلى الله، وذبيحته كافية ولسنا في حاجة إلى ذبيحة جديدة. فإنّ المسيح “بعْدَما قَدَّم عن الخَطايا ذَبيحَة واحدة، جَلَس إلى الأبَد عن يَمين الله… لأنَّه بقُربان واحد قد أكْمَل إلى الأبَد المُقَدَّسين” (عبرانيّين 10: 12، 14). لذلك، فلْنَفْرَح ونُعيِّد باستمرار، وليَكُن فرحنا كاملاً. فلا دينونة الآن على الّذين هم في المسيح يسوع. إنّنا في آمان من عقاب الخطيّة، ونحن نتمتّع الآن بمفاعيل ذبيحته عنّا وبوساطته الدّائمة لنا أمام عرش النّعمة. وما مسؤوليّتنا المستمرّة إلاّ بحفظ أنفسنا من دنس الخطيّة، لنكون بدورنا عجينًا فطيرًا من دون خميرة الخطيّة، وهكذا نصير أكثر شبهًا بالمسيح فصحنا، فتكمل فرحة عيدنا.