أحتفل قادة كاثوليك ولوثريّون، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس فرانك ولتر ستاينماير، يوم الثلاثاء 31 تشرين الأول 2017 بالذكرى الخمسمئة للإصلاح الديني وولادة الكنيسة البروتستانتيّة. جرى الإحتفال في كنيسة جميع القديسين في ويتنبرغ حيث علّق الراهب مارتن لوثر 95 اعتراضًا على ممارسات الكنيسة الكاثوليكيّة من نحو بيع صكوك الغفران بالمال مُشدّدًا أن الخلاص هو بالإيمان بالمسيح وأن السلطة العليا في الإيمان هي للإنجيل المقدس وليس للبابا.
نجتمع اليوم لإطلاق كتابي: "الوحي المعصوم والمسيحيَّة الكتابيَّة" وDVD وذلك من ضمن فعاليّات الذكرى الخمسمئة للإصلاح الإنجيليّ الّتي يحتفل بها أَكثر من 900 مليون إنجيلي أو 40% من مسيحيّي العالم هذا الشهر. وقد يسأَل أحدنا، ما الرابط بين الموضوعين؟ الرابط قويّ جدًّا. فلولا الكتاب المقدَّس لما تمّ الإصلاح الإنجيليّ. فالإصلاح لم يكن حركة تمرّد قام بها راهب ألمانيّ أو ملك إنكليزِيّ رغب في تغيير زوجته! بل كان نتيجة إعادة اكتشاف كلمة الله.
ألقاها رئيس السينودس الإنجيلي الوطني في سوريا ولبنان
القس فادي داغر خلال احتفال توقيع كتاب الوحي المعصوم
صاحب الدعوة – الوقور القس الدكتور ادكار طرابلسي المحترم
السيدات والسادة الأفاضل،
باسم رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيليّة، القس الدكتور سليم صهيوني، أهنئكم، حضرة القسيس إدكار، على هذا الإنجاز الجديد من نتاجكم الوقّاد، الذي يصدر مع الذكرى المائة الخامسة لحركة الإصلاح الإنجيلي الشهيرة، وأطلب من الرب أن يرافق جهودكم الخيّرة في نشر الإيمان الصحيح والمعرفة النيّرة.
علت أصوات الإحتجاج قبل القرن السّادس عشر داعية لإصلاح الكنيسة الرّومانية إلّا أنّ محاكم التّفتيش سحقتها. ظهرت أيضًا مجموعات معارضة من خارج الكنيسة، مثل الألبيجنسيّين والوالدنسيّين، الذين استشهد أتباعهم، وتدفّقت دماؤهم كأنهار ماء. تحدّث رجال مثل جون ويكليف (1320-1384)، وجون هوس (1360-1415)، وجيرولامو سافونارولا (1452-1498) ضدّ المفاسد الكنسيّة المسلكيّة والعقائديّة والماليّة والإداريّة. حُرق اثنان منهم، وأُقصي الثّالث عن الخدمة.
كان الإصلاح مجهودًا مخلِصًا وحقيقيًّا للعودة إلى الكتاب المقدّس كالسّلطة العُليا في شؤون الإيمان وأمور الحياة، كما كان في أيّام الرّسل. ثمّة تغييران أساسيّان في عصر الاصلاح. واحدٌ في الإدارة الكنسيّة. والآخر في التّعاليم المسيحيّة الّتي انحرفت بعيدًا عن لبّ العهد الجديد وعقيدة الكنيسة الأولى. يتميّز لاهوت الإصلاح بعبارات خمسة لخّصته وشكّلت الأعمدة الأساسيّة لكافّة نقاطه وأجابت في الوقت عينه على سؤال مارتن لوثر الّذي أقضّ مضجعه طويلاً، "ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟"
لماذا نرى أن الإصلاح الإنجيلي الذي بدأه مارتن لوثر في العام 1517 ذا أهمية كبيرة؟ وهل لهذا الحدث تأثير في أيامنا الحاضرة حتى نتذكره ونحتفل به؟ وبعدما مرّت خمسة قرون على الإصلاح الإنجيلي ما هو فعلاً دوره في الكنيسة المعاصرة؟ هناك أسباب تدعونا لأن نثق بأن الإصلاح الإنجيلي له دور هام اليوم ومن هذا المنطلق علينا أن نذكره بتقدير وإحترام.