يشوب العالم حذر ممتزج بالخوف والترقّب. منذ الحربين العالميّتين والأزمات تتلاحق وتتعقّد. تاريخ الشّعوب يزخر بالمآسي والوحشيّة والظّلم والاضطهاد. لكن ما يجري اليوم هو أكثر من تاريخ يتكرّر، ويستحقّ التأمّل والاعتبار. تنبّأ يسوع عن نهاية الزّمن بالقول: "على الأرض كرب أمم بحيرة. البحر والأمواج تضجّ، والنّاس يُغشى عليهم من خوفٍ وانتظار ما يأتي على المسكونة لأنّ قوّات السّماوات تتزعزع. وحينئذٍ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابةٍ بقوّة ومجد كثير" (لوقا 21: 25-27).
الرّوح القدس في التّعليم المسيحيّ هو الأقنوم الإلهيّ الثّالث المحيي. بدأت قصّة الرّوح القدس مع الكنيسة بوعد يسوع لتلاميذه أن يُرسل لهم "موعد الآب،" أي الرّوح القدس الّذي سيُرسله بعد صعوده إلى الآب. كان حاضرًا في الجسد معهم، والآن سيحلّ آخر مكانه.
يحلّ الرّوح القدس في المؤمن عند ولادته من فوق. ينبغي، من ثمّ، أن يسمح له بأن يشقّ طريقه في حياته ليختبر قوّته وبركته واستخدامه له.
إنّ علم الغيب يزداد في هذه الأيام الأخيرة بسبب الفراغ الدّينيّ، والابتعاد عن الكتاب المقدّس، والحشريّة، ولأنّه علامة من علامات آخر الأيّام.
المؤمن المسيحي الحقيقي يلتزم بتحذيرات كلمة الله ولا يسمح لنفسه بأن يسقط في فخاخ إبليس الّتي منها "علم الغيب" على أنواعه. يقع عدد كبير من الناس في فخّ هذا العلم بسبب جهله وطيب نواياه. لكنّ الكتاب المقدّس لم يتركنا في هذا الموضوع من دون تعليم واضح وإنذار شديد.
يدلّ النّصّ على أنّ هناك نجمًا قد ظهر، وأنّه يتحرّك مع حركة المجوس، وأنّه قريب من الأرض إلى درجة كافية تجعل تحديد موقعه من "بيت لحم"، القريبة جدًّا من "أورشليم"، أمرًا ممكنًا. ولكنّ تعيين قيادة الله للمجوس عن طريق علامة متحرّكة خارقة للطّبيعة، هو ما يجعلنا نتذكّر كيف قاد الله شعبه بالنّار وبالسّحاب في البرّيّة.
وإذ نرى المسيح نرى الإله المنير والمحبّ والودود والطيّب والشفوق والرحوم والعزيز والمـُعزّي والمبارك الوحيد القادر على أن يُنير حياتنا ويُمجّدها. نحن الآن في وادي الجثث. وإلى رئيس الحياة تتوق أرواحنا. وسنراه. نعم سنراه. آمين سنراه. فهو "يأتي مع السحاب، وستنظره كلّ عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض.
لقد جعل اليونان في القديم القضاء والقدر أو الجبريّة إلهًا سمّوه "الإله مُويْرا" Moira، والّذي كان يدلّ على القوى غير المنظورة الّتي تتحكّم بمصائر البشر.
لقد تعلّم المسيح حرفة النّجارة من نعومة أظافره (متى 13: 55؛ مرقس 6: 3). ويستنتج بعضهم أنّه، بالإضافة إلى أصناف المصنوعات الخشبيّة التي كان المسيح يشتغلها، اشتهر في صناعة النِير والمحراث بشكل خاصّ.
بحسب الوحي المقدّس، لا يمكن لأحد أن يعرف السّاعة واليوم الّذي يأتي فيهما المسيح ثانية. الرّب يسوع أكّد ذلك في قوله: "وأمّا ذلك اليَوم وتِلك السّاعة فلا يَعلَم بِهِما أحَد" (مرقس 32:13).