شهادات عن الكتاب المقدّس من الّذين أحبّوه
للكتاب المقدّس تأثير عظيم بين النّاس، إذ لا كتاب في العالم له أعداء وأحبّاء مثله. يُعاديه بعض النّاس لأنّه يكشف قلوبهم وضمائرهم، فيقاومونه كما قال "جون.ن. داربي": "النّاس لا يسلِّحون أنفسهم ضدّ القشّ بل ضدّ السّيف الماضي الّذي يرتعبون من حدّه". ويُحبّه الملايين عبر العصور لأنّه كلمة الله لهم، وقد أتتهم عبره بشارة الخلاص والوعود الإلهيّة.
عندما كان "والتر سكوت"، الشّاعر الإنجليزيّ الشّهير، على فراش المرض، قال لصديقه الأديب الشّهير "لوكهارت" أن يقرأ له في الكتاب. فسأله: "أيّ كتاب تقصد؟" لأنّ مكتبته كانت تحتوي على أكثر من عشرين ألف كتاب؛ فأجاب "سكوت": "ما من كتاب يجب أن ندعوه "الكتاب" إلاّ كتابًا واحدًا هو الكتاب المقدّس".
زار "داروين"، صاحب نظريّة النّشوء والتّطوّر، قبائل "فيجو" المتوحشّة سنة 1833، وقال: "لم أكن أتصوّر أنّ هناك بشرًا متوحّشين أكثر من الحيوانات". وعندما زارها مرّة أخرى، سنة 1869، أدهشه التّأثير والتّغيير الأخلاقيّان هناك بسبب انتشار المسيحيّة؛ فأرسل إلى "جمعيّة لندن"، الّتي أوفدت المُبشِّرين إلى تلك المنطقة، كتابًا يقول فيه: "أفتخر بعظمة ما فعله الإنجيل في تغيير هؤلاء البشر، وأشعر بأنّنى أحقَر من أن تقبلوني في جمعيّتكم".
قال القدّيس "يوحنّا ذهبيّ الفم": "إنّ مَن يعرف الكتاب المقدّس كما ينبغي لن يتعثّر في شيء، بل سيحتمل كلّ الأمور بصبر". وكتب "سي. أس. لويس" في سيرته الذّاتيّة، أنّه تجنّب الإنجيل وقاومه بعنف عندما كان شابًّا، لأنّه اعتبر المسيحيّة نظامًا ضدّ الفكر والعقل. ومع ذلك، فقد تحطّمت مقاومته وامتلأ "دهشة بالفرح"، ووجد أنّ هذا التّحوّل للمسيح ألهب فيه قوّة الخيال والإبداع؛ فصار من أكثر الشّخصيّات شهرة بسبب كتاباته، مثل: "رسائل الشّريط اللّولبيّ"، ومؤلّفه الذّائع الصّيت ذي الأجزاء السّتّة عن تاريخ "نارنيا".
إنّ آية واحدة من الكتاب: "هذا وإنَّكُم عارِفونَ الوَقت، أنَّها الآنَ ساعَةٌ لِنَستَيقِظَ مِنَ النَّوم، فإنَّ خلاصَنا الآنَ أقرَبُ مِمّا كانَ حينَ آمَنّا" (رومية 11:13)، قد حوّلت أُوغسطينوس الفاجر إلى أُوغسطينوس القدّيس العظيم.
مرَّ أوروبيّ ملحِد برجل مسيحيّ كان سابقًا من أكلة لحوم البشر، فوجده يقرأ في الكتاب المقدّس. فقال له: "هل مازلت على تخلّفك تقرأ في هذا الكتاب الرّجعيّ؟" فأجابه الرّجل البربريّ: "لولا هذا الكتاب العظيم الّذي غيّر حياتي لكنت الآن سَلَقتك وأكلتك".
قال القدّيس أوغسطينوس: "هناك رجاء لأشرّ خاطئ، إن كان يقرأ الكتاب المقدّس، وهناك خطر على أعظم قدّيس، إن أهمل قراءة الكتاب المقدّس".
ما هو موقفك، عزيزي القارئ، من هذا الكتاب العظيم؟