أتى أحدهم يومًا إلى المسيح ليجرّبه فسأله، “يا معلّم أيّة وصيّة هي العظمى في النّاموس؟” فقال له يسوع، “أن تحبّ الرّبّ إلهك من كلّ قلبك، ومن كلّ نفسك، ومن كلّ فكرك، ومن كلّ قدرتك. هذه هي الوصيّة الأولى والعظمى”.
محبّة الرّب هي أعظم وصيّة في الكتاب المقدّس بشهادة يسوع شخصيًّا. هو الّذي أرسى القاعدة، وهو الّذي يطلب منّا شخصيًّا أن نحبّه، ويضع امامنا المدى لهذه المحبّة.
يفيض الكتاب المقدس بالوعود لمن يحبّ الله. فهو يحسن إلى كلّ محبّيه، ويقول، “فاعلم أنّ الرّبّ إلهك هو الله، الإله الأمين، الحافظ العهد والإحسان للّذين يحبّونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل”. يشير المسيح إلى اتّجاهات أربعة في الإجابة على السّؤال، كيف نحبّ الرّب؟
يجب أن نحبّه أوّلًا من كلّ القلب. القلب هو رمز العاطفة وهي جزء مهمّ في الإنسان ومن الضّروري أن تكون صافية وقويّة. هكذا تكون محبّة لله كاملة للرّبّ. تشير محبّة من كلّ القلب إلى محبّة موجّهة لشخص واحد ولا تحتمل أيّة منافسة من شيء أو شخص آخر. قال يسوع، “من أحبّ أبًا أو أمًّا أو ابنًا أو ابنةً أكثر منّي فلا يستحقّني”.
لا يقدر الإنسان الطّبيعي أن يحبّ الرّب بهذا المقدار الكامل لأنّه أنانيٌ يحبّ نفسه أوّلًا، ويرغب في مشتهيات العالم أكثر من كلّ شيء. وحده الرّب محبّته كاملة. وينقل للإنسان محبّته هذه حين يختبر خلاصه بالإيمان. فيعطيه قلبًا جديدًا، ويجعل روحًا جديدةً في داخله، وينزع قلب الحجر من لحمه ويعطيه قلب لحم. بعد ذلك يساعده الرّوح القدس لكي ينمو بالمحبة للرّب ويتبادلها معه.
ويجب أن نحبّ الربّ ثانيًا من كلّ النّفس. الإنسان هو جسد ونفس وروح. النّفس هي كيانه الدّاخلي، وكلّ ما يرتبط بشخصيّته. وهي مركز الإرادة والضّمير ومصنع القرارات والخيارات. المحبّة من النّفس تشير إلى تسليم الإرادة المطلقة لله. حينئذٍ فقط يصلّي بصدق وتكريس تامّ قائلًا، “لتكن مشيئتك”، و “لتكن إرادتك لا إرادتي”.
في المجال الثُالث يجب أن نحبّ الرّب من كلّ الفكر. الفكر هو ما يعتقد به الإنسان ويعتنقه وبالتّالي يلهج به. إنّه العنصر الّذي يوجّهه ويتحكّم به. الفكر السّليم ينتج حياة صحيحة وتصرفّات صائبة. يصرّح بولس، “ليكن فيكم هذا الفكر الّذي في المسيح يسوع أيضًا”، ويقول “مستأسرين كلّ فكر إلى طاعة المسيح.” مطلوب من المؤمن أن يطابق فكره ويتوافق مع فكر المسيح وأسلوب تفكيره. إنّ الفكر الخاضع للمسيح يقود إلى طاعته. والطّاعة مرتبطة جدُّا بالمحبّة. من هنا تكون الطّاعة معيار المحبّة الحقيقي. يقول يسوع، “الّذي يحبّني يحفظ وصاياي”.
المحبّة للرّب في الإتّجاه الأخير تكون من كلّ القدرة. أي بكل ما يملك الإنسان من قوّة وطاقة وفعل. نجد هنا النّاحية التّطبيقيّة للمحبّة. يجب أن تُترجم المحبّة بالعمل فلا تبقى نظريّات غير مرئيّة. أفعال الانسان هي الّتي تشهد له. عندما يستخدم وقته وجهده في عمل مشيئة الله، عندئذٍ يتأكّد من محبّته لله.
الإنسان وحدة متكاملة وعليه أن يحبّ إلهه بكلّ عواطفه، وبتكريس تامّ، وبطاعة عمليّة؛ يحبّه بالكامل وبصدق وإخلاص. المسيح أحبّ خاصًته إلى المنتهى، حتّى الموت على الصليب. ولا يطلب من خاصّته محبّة أقلّ ولاءًا وتعبيرًا. لا يتوانى المؤمن أن يعطي الربّ حياته بالكامل، ويحبّه من كلّ قلبه ومن كلّ نفسه ومن كلّ فكره ومن كلّ قدرته.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
كيف نحبّ الرّب؟
محبّة الرّب هي أعظم وصيّة في الكتاب المقدّس بشهادة يسوع شخصيًّا. هو الّذي أرسى القاعدة، وهو الّذي يطلب منّا شخصيًّا أن نحبّه، ويضع امامنا المدى لهذه المحبّة. فكيف تكون هذه المحبّة؟
شاركها.
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
البريد الإلكتروني
واتساب
السابقالطّاعة المسيحيّة