“التّبرير بالإيمان” هو إحدى الحقائق الكتابيّة الجوهريّة. وردن عبارات “بارّ” و “متبرّرين” و “تبرير” مرّاتٍ عدّة في الكتاب المقدّس. ولكنّها استُخدِمت بكثرةٍ في رسالة بولس إلى أهل رومية. نقرأ: “فإذ قد تبرّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح” (رو 5: 1). إنّ كلمة “تبرير” هي مصطلح قانوني. فليس الّذي ينال التّبرير هو فقط المتّهم بارتكاب جريمة ربما لم يرتكبها بل أيضًا ذلك الذي ارتكبها في الواقع، وهو مذنب ولا شكّ وينتظر المحاكمة وصدور الحكم.
جميعنا، من النّاحية الرّوحيّة، مذنبون بارتكاب جرائم ضدّ الله. ويدعو الكتاب المقدّس هذه الجرائم بالـ”خطايا”. فنحن نكذب أو نسرق أو تراودنا أفكار سيّئة أو نتلفّظ بكلمات رديّة حتّى أنّنا قد نرتكب جريمة القتل. وهذا ما ذكره بولس في رومية 3: 10 “ليس بارّ ولا واحد”، ويُكمِل قائلاً: “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (3: 23).
فنحن إذًا جميعنا خطاة ونقف أمام الله القدير والكامل محكومًا علينا بالعقاب. فكونه قدّوس وبلا خطيّة عليه أن يدين الخطيّة. إنّه لأمر مذهل أنّه وفيما نقف أمام الدّيّان بانتظار صدور الحكم على “جرائمنا” يتقدّم الرّبّ يسوع المسيح ليتكلّم نيابةً عنّا. فنحن بحسب رومية 5: 1 ننال التّبرير من خلاله. فهو يعترف بأنّنا خطاة ويؤكّد على أنّه يجب علينا كمذنبين أن ننال عقوبة الموت، ولكنّه يقدّم برهانًا على أنّ العقاب قد دُفِع. فهو الّذي دفع الدّين الّذي علينا عندما قدّم نفسه ذبيحةً على الصّليب وسفك دمه لغفران خطايانا. لم يمت من أجل خطيّته إذ أنّه بلا خطيّة وإنّما مات من أجل خطايانا. وهو الآن يقف كمحامي الدّفاع في قاعة المحكمة يتضرّع لأجلنا قدّام القاضي القدّوس.
هناك عنصر أساسيّ آخر في هذا السّيناريو كلّه وهو “الإيمان”؛ التّبرير بالإيمان. فعلينا كخطاة محكومٌ عليهم بالموت الأبديّ أن نُدرك عجزنا عن القيام بأيّ شيء لنوال التّبرير ،وأن نقبل بالإيمان عمل المسيح الكفّاري على الصّليب حيث حمل، نيابةً عنّا، عقاب خطايانا.
نحن نرى، بينما نقف أمام الدّيّان القدّوس ويسوع يتضرّع لأجل قضيّتنا، بأنّ الإيمان هو الّذي يُقنع الدّيّان بأنّ دين خطايانا قد دُفِع. ففي تلك اللّحظة عينها يُعلن الدّيّان تبريرنا. لقد أصبحنا أبرارًا ولكن ليس أبرياء، إذ ما زلنا مذنبين وخطاة، ولكن بما أنّ الدّين قد دُفِع مَنحنا الله العفو ولم نعد أبدًا تحت حكم الدّينونة.
هناك أناسٌ مُخلِصون يُدركون تمامًا بأنّهم خطاة ويشعرون يوميًّا بثقل خطاياهم ولكنّهم لا يعرفون كيف يتحرّرون منها. الرّبّ يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد الّذي صالحنا مع الله الآب ويجلس الآن في يمين العظمة يشفع فينا. فكلّ ما علينا فعله هو أن نقبل بالإيمان موته البديليّ عنّا كثمن لتسديد دين خطايانا وعندها سننال التّبرير من الله.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
مُدانون يستفيدون من حكم التبرير
جميعنا، من النّاحية الرّوحيّة، مذنبون بارتكاب جرائم ضدّ الله. ويدعو الكتاب المقدّس هذه الجرائم بالـ"خطايا". فنحن نكذب أو نسرق أو تراودنا أفكار سيّئة أو نتلفّظ بكلمات رديّة حتّى أنّنا قد نرتكب جريمة القتل. وهذا ما ذكره بولس في رومية 3: 10 "ليس بارّ ولا واحد"، ويُكمِل قائلاً: "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (3: 23).
شاركها.
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
البريد الإلكتروني
واتساب
التالي أوهام الميديا وعصر التّضليل