الكاتب: جورج فرنسيس

نمرّ في حياتنا في ظروف صعبة لا نستطيع تحاشيها. هذه الظّروف قد تكون نتيجة نكسة صحيّة أو ماديّة أو اجتماعيّة، وتستمرّ أحيانًا لسنوات عديدة حاملة معها…

إن من يبحث عن الوجود بمنظار بشري، لا يستطيع أن يدري أسرار الكون أو أسرار مخلوقاته. لأن منظاره محدود الأفق ومغطى بغشاوة الفلسفة البشرية التي تعمي أحياناً الرؤيا بدل أن تنيرها.
إن العلم والكتاب المقدس لا يتناقضان بتاتاً، والكثير من العلماء الذين قدّموا للبشرية العديد من الاكتشافات التي ساهمت في تقدمها كيوهانس كيبلر، بليز باسكال، اسحق نيوتن وغيرهم، آمنوا بالكتاب المقدس، وكانوا يدرون من أين أتوا وإلى أين يذهبون.

“لا تدفن رأسك في الرّمال كما تفعل النّعامة” مقولة معروفة تُستخدم عادة لِتُشبِّه محاولة البعض الهروب من مشاكل الحياة بدل مواجهتها. جاء في سفر أيوب عمّن يقترب من الله: وَيَفْتَحُ آذَانَهُمْ لِلإِنْذَارِ، وَيَأْمُرُ بِأَنْ يَرْجِعُوا عَنِ الإِثْمِ. إِنْ سَمِعُوا وَأَطَاعُوا قَضَوْا أَيَّامَهُمْ بِالْخَيْرِ وَسِنِيهِمْ بِالنِّعَمِ”. (أي 36: 10 -11).

عند محاولتنا وضع أُطرٍ للأخلاق الإنسانيّة، نجد من السّهل أن نختار ما تحدّده القوانين المدنيّة التي تتطوّر بالتناغم مع حاجات المجتمع. فيقف الإنسان المسيحيّ مشدودًا بين أُطر قوانين المجتمع وضوابطه الأخلاقيّة، والتي تشتمل أمورًا قد تتعارض مع مبادئ الكتاب المقدّس.
لكن بالرغم من قبول المجتمع المسيحيّ لصفات الإنسان المسيحيّ التي حدّدتها الكنيسة، إلّا أنه اختلف تطبيقها بين مجتمع وآخر. ففتح البعض باب التعديلات التي رأوها مناسِبة، مستفيدين مما اعتادوا عليه في مجتمعهم، مازجين تعليم الربّ مع عاداتهم. فاستخفّوا بالخطيّة على أنواعها بحجة النعمة المخلّصة.