الشذوذ لا يعطي الأصحّاء والمؤمنين الحقّ المطلق في نبذ الّذين يعانون هذه المشكلة وتحقيرهم وأذيّتهم، بل يدفعهم إلى التّمسّك بالمبادئ الأخلاقيّة الإلهيّة ورفض المبادئ الخاطئة لا الأشخاص الخاطئين الّذين يحتاجون إلى المسيح الشّافي والمخلّص من أيّ مرض أو خطيئة كالمثليّة الجنسيّة الّتي تتغذّى على المفاسد الأخلاقيّة.
قال أحد الرّجال الحكماء: "إنّ الأحلام الّتي نحلمها لا تصنع حياتنا، بل الخيارات الّتي نتّخذها". فاحفظ رجاء الرّبّ في قلبك واطلب منه الحكمة واعتمد عليه، فهو يُعطي بسخاء.
عند محاولتنا وضع أُطرٍ للأخلاق الإنسانيّة، نجد من السّهل أن نختار ما تحدّده القوانين المدنيّة التي تتطوّر بالتناغم مع حاجات المجتمع. فيقف الإنسان المسيحيّ مشدودًا بين أُطر قوانين المجتمع وضوابطه الأخلاقيّة، والتي تشتمل أمورًا قد تتعارض مع مبادئ الكتاب المقدّس.
لكن بالرغم من قبول المجتمع المسيحيّ لصفات الإنسان المسيحيّ التي حدّدتها الكنيسة، إلّا أنه اختلف تطبيقها بين مجتمع وآخر. ففتح البعض باب التعديلات التي رأوها مناسِبة، مستفيدين مما اعتادوا عليه في مجتمعهم، مازجين تعليم الربّ مع عاداتهم. فاستخفّوا بالخطيّة على أنواعها بحجة النعمة المخلّصة.
نتعلّم مع مرور الزّمن أنّ الإصغاء لصوت الضّمير هو إصغاء لصوت الله يعلو فوق صوت الرّأي العام مهما ارتفع. قد نتعرّض للتنمّر والازدراء بسبب الحرص على أداء واجبنا المهنيّ بشكلٍ كامل.