التقَت ذات يوم دُودةٌ فراشةً تطير في الأجواء مُتمتّعة بالحريّة والحيويّة. فيما هي تزحف على بطنها، تلحَسُ التّراب بفمها، وتتعرّض لشتّى أنواع الأخطار! فاستاءت وسألت الفراشة، لماذا تُحلِّقين عاليًا! لما لا نترافق سويًّا في الطّريق ونتبادل معًا الأحاديث؟ انزلي إليَّ وازحفي إلى جانبي، فنتقارب ونتشارك القرارات! أجابتها الفراشة، لا أستطيع! سبق لي أن عشتُ حياتَكِ، ولكنّي الآن أُعتِقت منها. لا أقدر أن أزحف مجدّدًا على الأرض بطبيعتي الجديدة وبألوان جناحيَّ البهيّة. لا بل أرفض الرّجوع إلى ماضيَّ المرير، بعد أن اكتشفتُ النورَ المنير. لقد صرتُ حُرّة طليقة أعيش حياة النُصرة والغلبة.