يتمسّك أصحاب الرأي بتحرير المؤمنين في العهد الجديد من سلطان ناموس العهد القديم باستخدامهم العبارة المشهورة لبولس: “لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلَكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي” (2كو 3: 6). هل حقًّا قصد بولس في هذه الكلمات أن المؤمنين بالمسيح هم مُحرّرون من تعليم العهد القديم أو حتّى من المعنى المباشر لنص الكتاب المقدس حتى ولو كان من العهد الجديد؟
من المُفيد تفسير هذه العبارة – بحسب القرينة التي جاءت بها – ليفهم كلّ مسيحيّ ما المقصود بها وليأخذ الموقف المناسب منها. لقد قصد بولس بكلمة “الحرف” الإشارة إلى المواد القانونيّة الواردة في أحكام ناموس العهد القديم والتي تفرض حكم الموت على كلّ من يُخطئ ويكسر أيّ بند من بنوده. فالنّاموس عادل ولا يُمكن أن يتهاون مع الخطايا. وإذ أخطأ جميع النّاس صاروا جميعًا تحت حكم الموت.
لكنّ المسيح المُخلّص وُلِد تحت النّاموس وأخذ القصاص أو الحكم المفروض على جميع الناس ليُطلقهم أحرارًا مبرّرين (غل 4: 4- 5). وبموته على الصليب تمّم المسيح حكم النّاموس وأعطى صكّ براءة لكلّ من يَقبَل موته البديليّ عنه، “إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ.” (كو 2: 14).
والخاطىء الّذي يتبرّر بالإيمان بيسوع، لا يعود محكومًا عليه من النّاموس، إذ قد حرّره “روح الرّبّ” من حكم الموت وأعطاه الحياة الجديدة والأبديّة (2كو 3: 17؛ غل 3: 10، 21؛ رو 8: 2). لكنّ هذا، لا يعني تحرّر من تعليم النّاموس الأدبيّ والأخلاقيّ (الوصايا العشرة)، بل صار مُلزمًا أن يعيش بموجبه كبرهان قبوله الحياة الجديدة في المسيح يسوع (رو 7: 6؛ 13: 9).
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
اختيارات المحرر
“الحرف يقتل والروح يُحيي”
الخاطىء الّذي يتبرّر بالإيمان بيسوع، لا يعود محكومًا عليه من النّاموس، إذ قد حرّره "روح الرّبّ" من حكم الموت وأعطاه الحياة الجديدة والأبديّة (2كو 3: 17؛ غل 3: 10، 21؛ رو 8: 2). لكنّ هذا، لا يعني تحرّر من تعليم النّاموس الأدبيّ والأخلاقيّ (الوصايا العشرة)، بل صار مُلزمًا أن يعيش بموجبه كبرهان قبوله الحياة الجديدة في المسيح يسوع (رو 7: 6؛ 13: 9).
شاركها.
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
البريد الإلكتروني
واتساب
التالي عظمة يسوع المسيح وسموّه