نعاني في معظمنا من نقاط ضعف شخصيّة واجتماعيّة تعيقنا في حياتنا وتمنعنا من التقدّم ومن تحقيق أهدافنا. ونحن، بالرغم من معرفتنا بها وصراعنا معها لا نفعل شيئًا لمواجهتها، أو إننا لا نعرف، في بعض الأحيان، ما السبل للتخلّص منها.
ما الحل إذًا؟ أنبقى مُستعبَدين لها ونَعْمى عن أي نقطة قوة فينا؟ أم نسعى إلى التغلّب عليها؟ توجد أساليب عدّة يمكن اتباعها للخروج من هذا الصراع ونحن قد تغلّبنا على نقاط ضعفنا:
الاعتراف بوجودها، وهي الخطوة الأساسية والأهم، بالرغم من أن عنفوان الشخص يمنعه من الاعتراف بضعفه. وعلى غرار حاجة مدمن الكحول إلى الاعتراف بإدمانه ليتمكن من الشروع في العلاج، علينا نحن أيضاً أن نبدأ بالاعتراف بضعفنا الذي هو صفة طبيعية موجودة في كلّ إنسان. ومن هنا نباشر بالتقدّم.
علينا تحديد المشكلة بوضوح والدخول في تفاصيلها؛ فبدلاً من أن تعترف، مثلاً، بأنك شخص خجول وتعمّم هذه الصفة عن نفسك، اسأل نفسك: أين أخجل ولماذا؟ مثلاً، أنا أخجل في حضور مجموعة كبيرة من الأشخاص.
وضعُ أهدافٍ يتم تحقيقها بالتدريج. فلا يمكن الخجول، مثلاً، أن يلقي من المرّة الأولى خطاباً من على المسرح للتغلّب على ضعفه لأن مثل هذه الخطوة الكبيرة تؤدّي به إلى الفشل الفوري؛ بل عليه أن يبدأ بخطوة سهلة ومن ثم يصعد تدريجيًّا إلى أن يتغلّب تماماً على خجله.
قبول النصائح والإرشادات من الآخرين: قد لا نعرف في بعض الأحيان، بالرغم من تحديدنا المشكلة واعترافنا بها، طريقة التخلّص منها. ولذا علينا اللجوء إلى أشخاص نثق بهم ونقبل ملاحظاتهم لأنها تساعدنا.
مراقبة أنفسنا لمعرفة هل نحرز التقدّم المنشود وفق الـمُخطّط الذي وضعناه وسيساعدنا هذا في مواجهة أي خلل قد يُرجعنا إلى الوراء.
وضع أنفسنا في الظروف كانت لنا مشكلة فيها؛ فإذا واجهت، مثلاُ، ضعفاً في لغة أجنبية لا تُتقنها وتريد تعلّمها، اذهب وتدرّب على الحديث في هذه اللغة بدلاً من لجوئك إلى من يترجم لك طوال الوقت.
إنسَ الماضي ولا تبقَ أسيرًا له.
يجب أن نعرف أن عمليّة التغلّب على الضعف قد تأخذ وقتًا لذا علينا ألا نُحبط إذا لم نحقّق نتائج سريعة.
من منّا لا يعرف بيل غايتس، مؤسّس شركة مايكروسوفت؟ وهو شخص ناجح قد نعتقدُ أنه خالٍ من أي ضعف. لكنّه في الحقيقة شخص عادي كالجميع عاش الصراع مع الفشل والضعف… لكن ما يُميّزه هو أنه لم يستسلم للفشل ويدعه يتغلّب عليه. ومن أبرز أقواله: “رسَبْتُ في عدّة مواد في الجامعة أمّا رفيقي فنجح في كلّ مواده…وهو اليوم مهندس في شركة مايكروسوفت وأنا مالك الشركة”.
نقاط الضعف تواجه كل إنسان؛ والكتاب المقدّس نفسه يذكر عمّا يتصف به أبرز شخصياته من مكامن خلل: فموسى مثلاً كان غضوبًا، أما داود فتملّكت به الشهوة. وواجه هؤلاء عقاب الرّب لأنهم استسلموا لضعفهم.
الله يساعدنا على تخطّي ضعفنا ويساندنا إذا سلّمنا أمرنا له. “لأنّ الله لم يُعطنا روح الفشل بل روح القوّة والـمحبّة والنصح”. ووجودنا بقرب الله يساعدنا على تـجاوز ضعفنا ويمدّنا بالقوّة وبالدافع للتغلّب عليه. كما يؤكّد بولس بقوله: “استطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني”.