تعدَّدت الفلسفات والنّظريّات التي طالت المرأة! فمنهم من فسّرها أنّها عار على الخليقة، ومنهُم مَنْ أسْلَمَ بِدوِنيتِها! هناك مَن دَعا لتحرّرِها، ومنهنَّ مَنْ استسلمن وصدَّقنَ بأنّهُن عاهةٌ في مدار الحياةِ ليسَ إلّا. ولكن، للمرأة رسالة من الله نفسه لها هي!
الرّبّ ميزَّها فَخَلَقهَا لآدَم مُعينًا نَظِيراً لأنّ بدونها آدم وحيد وغير مُكتمل. حَضَنَها بعدَ السّقوطِ، اخْتارَها، عَلمَّها، خلّصَها، وأرسلهَا الى حقلِ العملِ. خصَّصَ لها وظائِفَ عِدَّة، وأضفىَ علَيها عاطفةً ووجدانًا وأنوثةً. فيها، الجمال والحكمة. هي مُزيّنة بتواضعِ الإيمانِ والطّاعةِ.
من إمرأة، العذرَاء مريم، أعطانا الله مُخْلّصاً هو يسوع الرّب. من أحشائها أتى المسيح، رئيس السّلام ومُعطي الحياة الأبديّة. هي أطاعَتْ وَحَضَنَتْ بقدسيّةٍ ومحبّةٍ وإيمانٍ كمَا أرَادَنا اللُه أنْ نكونْ، فكانت هي مِثالًا للبشريّة جمعاء عن الخضوع لله وخدمته وتكريس الحياة له. وَهَبَ الرّبّ المرأة السّامِريّة ولادةً جديدةً عند البئر، ولها شَهِد أنّه ماء الحياة. هذه المرأة أصبحت شهادةً حيّةً عن نعمة يسوع، وأصبحت شاهدةً لَهُ، آتيةً بالكثيرين مِن شَعْبهِا إليه! لقد أتمَّتِ قصد الله بالبشارة والغفران والتّوبة! هذه المرأة خلّصت شعبها بالمسيح كما خلّصت دبورة وأستير شعبهما بالإيمان بإلههما الحيّ!
كثيرات ممن وَرَدَتْ أسْماءؤهُنَّ في الكتابِ المقدَّسِ كُنَّ صورةً حيةً لشَاهِداتٍ، أميناتٍ، حَكِيماتٍ،طَائعاتٍ، مَولوداتٍ بالرّوحِ القدُس، متتَّماتٍ خِدْمَتِهِنَّ في الرّبِ. هؤلاء النّساء أعطيْن حياتهنّ ما لهنّ للرّبّ. هناك راعوث التي تركت شعبها وأهلها والتصقت بشعب الرّب. هناك حنّة الّتي كانت تسكب قلبها أمام الرّب، وعندما استجاب الرّب، تمّمت وعدها له وأعطته ابنها لخدمته كلّ حياته. نقرأ عن مريم الّتي جلست عند أقدام المسيح واختارت النّصيب الصّالح. الكتاب المقدّس ميّز المرأة ورفّعها.
يتساوى البشرُ إِناثاً وذكوراً في القِيمةِ عند الربِّ، ولكن لهم أدوارٌ مُختلفة. لكُلِّ دوره الّذي لا يُدحض. يَتكَاملونَ ويَجتهدون معًا، وبكليهما تتأسّس الكنيسة. هما يعملان معًا بإشرافِ الرّبّ وتوَجِيهاتِه وتعزيزه للمواهِب المسكوبة عليهم مِنَ الرّوحِ القدس الذي لم يُميّز بَينَ “بَنينٍ وبناتٍ”.
فمع كلّ تلك البركات، على النّساء أن يخدمْن المسيح بانضباط، وبحياة تتوافق مع الكتابُ المُقَدَّس قلباً وقالباً. الله إلَهُ نِظامٍ وترَتِيبٍ، وللتَّبشيرِ بِهِ قواعد وأصول علينا اتبّاعها بالتّعلّم المُستمِرّ ضِمْن رؤيةٍ كَنَسيَّةٍ واضحةٍ لِنَكُون فَعلةً أكْفَاءَ أمُنَاءَ لنقلِ وَصَايا المسيحِ وتجدِيدِ النفوسِ وإشْبَاعِ حَاجَةِ العالم. ِ
المرأة مُبارَكة من الرّب يسوع! كرّمها الرّب عبر التّاريخ، واستخدمها لمجد اسمه. إلى اليوم للرّبّ عملٌ عظيمٌ من خلالها، في بيتها، مع عائلتها، في الكنيسة، وفي المجتمع. هي محبوبة!