يرغب كلّ شاب وفتاة بالفطرة في الزّواج وبِناء عائلة. ويَسألُ كلُّ عازبٍ: مَن؟ ومتى؟ يَضَعُ البعض أمرهم بين يَدَي الله، ويسعى آخَرون للبحث عن الشّخص المناسب. كما يلجأ الكَثيرون إلى مواقع الإنترنت الخاصّة بالمواعدة (online dating) كَي يزيدوا معارفهم من الجنس الآخَر.
أثبتَت الدّراسات أنَّه يُعقد حوالي 280 ألف حفل زفاف سنويًّا نتيجة التعارف عبر مواقع المواعدة هذه. ويزورها عشرون مليون شخصًا شهريًّا. ومع تطوّر العالم والتّكنولوجيا، نَجدُ أنَّ هذه الأعداد تتزايَد باضطراد.
إن كُنتَ مِن مستَخدمي تلك المواقع، ثمّة أمور عليك الحَذَر منها. من أهمِّها بل أخطَرها عدم الأمانة والصّدق على شبكة الإنترنت، وما أكثرها! ومِنَ السّهلِ جدًّا خلق صورة جميلة للمظهر الدّاخلي والخارجيّ لإنسان بهدَف جذب الآخَر، ممّا قد يؤدّي إلى ظهور مودَّةٍ مُزيَّفة بين شخصَين. كما يستَحيل كشف عمق شخصيّة وسلوك إنسان عبر الإنترنت أو حتّى عبر الهاتف. تُساعدك شبكة الإنترنت على التّعرُّف إلى أُناسٍ من بلدان وثقافات عِدّة. هذا جيِّدٌ، ولكن ألا تَعتَقد أنَّ الله قادر أن يجمَعك بنصفك الآخَر حتّى لو كان يسكن في أبعَد بلدة في العالَم أو أغربها بدون الإستعانة بالإنترنت؟
إن كنت عازبًا تأكّد أنَّ الله لَه خطة أسمى وأعمَق لحياتكَ من مجرَّد قضاء الوقت في البحث عن شريكٍ للحياة. كتبَ بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس أنَّ غَير المتزوِّجة لها الفرصة كَي تَهتمّ في ما للرَّب دون أن تلتَهي في ما للعالَم كَيف تُرضي رجُلها.
بعدما وعدَ الله أبرام وساراي بابنٍ في شَيخوختهما، حاولَ أبرام استعجال الأحداث فحبلَت الجارية منه ووَلَدت اسماعيل. ويا لها من فَوضى! يا لَيته كان صبوراً في انتظار الرَّب، الّذي كان له خطّة أفضَل، وهي ولادة اسحق. وهكذا يفعل كثيرون إذ لا ينتظرون تَوقيت الله. فلكلِّ شيء زمان ولكلّ أمر تحت السّماوات وقت.
صَحيحٌ أنَّ قراءة الكتب ودخول مواقع الإنترنت الخاصّة بالمواعدة ممكن أن تُقودك إلى شريكٍ جيِّد، لكن عندما تَكون في عَجلة وتُحاول أن تَسبق الله في البحث عن قصّة حُبّ، لَن تَحصل على أفضَل ما وضعه الله لكَ.
إنَّ أفضَل طريقة لإيجاد رَفيق الدَّرب هي أن تكفّ عن البحث وتحوِّل أنظارَك نحو الرَّب يسوع وتَضَعه الأوَّل في حياتكَ. إذا كانَت مشيئته أن تتزوَّج، فهو قادر على كتابة أجمَل قصّة حبّ لك بقلمٍ يَخشى الكثيرون تسليمه إيّاه. يَعلَمُ الله حاجتَك إلى شريكٍ ولا أحَد سواه يستطيع إيجاد الزَّوج المثالي لك، فهو قرَنَ آدَم بحوّاء، وابراهيم بسارة، واسحاق برفقة، ويعقوب براحيل، وغيرهم من الآباء الّذين سبقونا.
تذكَّر أنَّ الله يهتمّ بهذه النّاحية من حياتك أكثر منك. فهو يُريدك أن تسلّمه الأمر ليس ليجعلك إنسانًا بائسًا بل كَي يُباركك أكثر جدًّا ممّا تطلب أو تفتكر. وإن وضعتَ ثقتك وإيمانك به، لَن يَخيب ظنَّك أبدًا. الوعد في الإصحاح الرّابع من رسالة فيلبي بأنَّ الله سيملأ كُلّ احْتِيَاجاتكَ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ لا يُشير إلى المأكَل والمشرَب والمسكن فحسب. ثِق أنّه سيؤمِّن لك شريكة الحياة أيضًا في الوقت والمكان المناسبَين. وإلى ذاك الحين، عِش بسلام وطمأنينة وعَمِّق علاقتك بالرَّب واشتغل على نفسك لكي تكون الشخص المناسب لشريك الحياة المنتظر!
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
اختيارات المحرر
المواعَدة عبر الإنترنت
إنَّ أفضَل طريقة لإيجاد رَفيق الدَّرب هي أن تكفّ عن البحث وتحوِّل أنظارَك نحو الرَّب يسوع وتَضَعه الأوَّل في حياتكَ. إذا كانَت مشيئته أن تتزوَّج، فهو قادر على كتابة أجمَل قصّة حبّ لك بقلمٍ يَخشى الكثيرون تسليمه إيّاه. يَعلَمُ الله حاجتَك إلى شريكٍ ولا أحَد سواه يستطيع إيجاد الزَّوج المثالي لك، فهو قرَنَ آدَم بحوّاء، وابراهيم بسارة، واسحاق برفقة، ويعقوب براحيل، وغيرهم من الآباء الّذين سبقونا.
شاركها.
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
البريد الإلكتروني
واتساب
السابقالمطالعة وقيمة الإنسان
التالي استفانوس هل سمعك أحد؟