المعجزات هي جزء أساسي من الإيمان المسيحي التاريخي. لو لم يكن المسيح هو الله الظاهر في الجسد، ولو لم يقم المسيح بجسده من القبر، لن، ولا يمكن، أن يكون الإيمان المسيحي الذي نعرفه من التاريخ وكذلك كلمة الله، أمرين صادقين (انظر رو 9:10 -10). من السهل، إذًا، أن نرى لماذا يوجه العديد من أعداء الإيمان المسيحي يهاجمون هاتين المعجزتين للمسيح، أي التجسد والقيامة على نحو خاص، وهم ضد إمكانية وجود معجزات على نحو عام.
ما يؤمن به الفرد بشأن المعجزات يأتي من وجهة نظره من نحو العالم. في مسألة المعجزات، التمييز الحاسم في وجهة النظر هو بين المنهج الطبيعيّ والمنهج فوق الطبيعيّ. بالنسبة لمن يتبع المنهج الطبيعيّ، يشبه الكون صندوقًا مغلقًا. كل ما يحدث داخل هذا الصندوق يكون سببه، أو يتم تفسيره، بالنسبة للأشياء الأخرى الموجودة داخل هذا الصندوق. لا شيء (بما في ذلك الله) يتواجد خارج هذا الصندوق؛ لذلك، لا يوجد شيء خارج هذا الصندوق مما ندعوه كونًا أو طبيعةً يمكن أن يكون له تأثير عَرَضيّ داخل الصندوق. ولنقتبس هنا من أقوال كارل ساجان، المنادي بالمذهب الطبيعي، الكون هو كل ما هو موجود، أو كان موجودًا، أو سيوجد. إذًا، فالسبب الرئيسي لعدم إيمان أصحاب المذهب الطبيعيّ بالمعجزات هو أن وجهة نظرهم في العالم تمنعهم من التصديق.
لو بدأ تابع للمذهب الطبيعيّ في التفكير في احتمال وجود معجزات، يكون قد بدأ ينتقل من المذهب الطبيعيّ إلى وجهة نظر مختلفة للعالم. لا يقدر تابعٌ للمذهب الطبيعيّ أن يقبل المعجزات. لا يمكن لأي أفكار تدافع عن المعجزات أن تنجح مع هذا الشخص. الطريقة السليمة لمواجهة عدم إيمان شخص كهذا هو أن تبدأ في تحدّي مذهبه الطبيعيّ.
وجهة نظر المسيحي المؤمن بالله الواحد تؤكد على وجود شخص الله الذي يفوق الطبيعة، والذي يوجد «خارج الصندوق». المذهب المسيحي فوق الطبيعيّ ينكر أبدية الطبيعة. لقد خلق الله العالم بإرادته من العدم (من لا شيء). الكون شيء مشروط بمعنى أنه ما كان ليبدأ في الوجود بدون عمل الله في الخليقة ولا يمكنه أن يستمر في الوجود بدون عمل الله في الحفظ. نفس قوانين الكون التي يرى أتباع المذهب الطبيعيّ أنها تجعل المعجزات أمرًا مستحيلًا قد خلقها الله هذا. حقًّا إنَّ من أكبر مشاكل المذهب الطبيعيّ هو أن يفسر كيف لقوى غير عاقلة أن تثير العقول، والمعرفة، والتفكير السليم.
*مقالة من المرجع في الدفاعيّات للأسفار الكتابيّة. بإذن من بي تي دبليو للترجمة والنشر.