وُلِدَ أفرام السرياني في نصيبين السّوريّة وهي اليوم في مقاطعة ماردين التّركيّة، وعُرِفَ باسم أفرام الرّها (وهي أورفه جنوب شرق تركيا). كان أفرام عالم لاهوت وكاتباً مسيحيّاً بارزاً يحظى بالتّقدير باعتباره أحد أبرز كتّاب التّرانيم في المسيحيّة الشرقيّة، وشغل منصب شمّاس وعاش لاحقاً في الرّها.
كان كلا والديه جزءًا من المجتمع المسيحيّ المتنامي في المدينة. يذكر بعض المؤرّخين اللاحقين أنّ والده كان كاهناً وثنيّاً قبل اهتدائه إلى المسيحيّة. أُعلن “دكتور الكنيسة أو معلّمها” في الكنيسة الكاثوليكيّة الرّومانية في العام 1920. يُنسَب إلى أفرام أيضا أنّه مؤسّس مدرسة نصيبين، التي كانت في القرون اللاحقة مركز تعلّم كنيسة الشّرق.
نشأ أفرام تحت قيادة أسقف نصيبين الثّاني (يعقوب). تمّ تعميد أفرام عندما كان شاباً بعمر يناهز ثمانية عشر سنة. رفض أفرام أن يُرسَم أسقفاً متظاهرًا بالجنون، لأنّه اعتبر نفسه غير مستحقّ لذلك.
كتب أفرام مجموعةً متنوّعة من التّرانيم والقصائد والخطب الشِّعرية، بالإضافة إلى التّفسير النثريّ. كانت هذه أعمال لاهوت عمليّ لبُنيان الكنيسة في الأوقات العصيبة. كانت أعمال أفرام شائعةً جداً لدرجة أنّه، ولعديد من القرون بعد وفاته، وضع المؤلفون المسيحيّون مئات الأعمال باسمه. وهناك أكثر من أربعمائة ترنيمة من تأليف أفرام لا تزال موجودة. يَنسب مؤرخ الكنيسة سوزومين الفضل إلى أفرام في كتابة أكثر من ثلاثة ملايين سطر.
يجمع أفرام في كتاباته بين تراثٍ ثلاثيّ: فهو يعتمد على نماذج وأساليب اليهوديّة الحاخاميّة المبكرة، الّتي تعتمد الشّكل المعياري لليهوديّة الّتي تطوّرت بعد سقوط هيكل القدس في العام 70 م. وقد نشأت في أعمال الحاخامات الفريسيّين، وكانت تستند إلى الأدبيّات القانونيّة والتعليقيّة في التّلمود، وأنشأت طريقة للعبادة ونظام الحياة الّتي كان من المقّرر أن يمارسها اليهود في جميع أنحاء العالم حتّى العصر الحديث. وينخرط بمهارةٍ في العلوم والفلسفة اليونانيّة، ويسعد بتقليد بلاد ما بين النهرين الفارسيّ المبنيّ على رمزيّة الغموض.
أهمّ أعماله هي ترانيمه الغنائيّة التعليميّة (وتُدعىmadrāšê ). هذه ترانيم مليئة بالصّور الشّعريّة الغنيّة المستمدّة من مصادر الكتاب المقدّس والتقاليد الشعبيّة والأديان والفلسفات الأخرى. تَستخدم التّراتيل، ضدّ الهرطقات، استعارات مختلفة لوصف تجسّد المسيح بأنّه إنسانيّ وإلهيّ بالكامل. كتب أفرام أيضًا عظات على شكل آياتٍ شعريّةٍ (أزواج من الأسطر من سبعة مقاطع لكلٍّ منها عظته أو موضوعه (mêmrê.
الفئة الثّالثة من كتابات أفرام هي عمله النّثريّ. كتب تعليقا ًكتابيًّا على Diatessaron وهو أقدم نسخةٍ توفيقيّةٍ للأناجيل الأربعة، والّذي تمّ العثور على الأصل السّريانيّ منه في العام 1957. إنّ تعليقه على سفرَي التّكوين والخروج هو تفسيرٌ نقديٌّ لهما. توجد بعض الأجزاء باللغة الأرمنيّة من شروحه حول أعمال الرّسل ورسائل بولس. كما كتب تفنيداً ضدّ هرطقات بارديسان وماني ومارسيون وآخرين.