ولد في الإسكندريّة وتوفّي بعد اعتقاله وتعذيبه في مدينة صور في لبنان حيث دُفِنَ. عمل كرئيس لمدرسة الإسكندريّة الشّهيرة. وبسبب الجدل بينه وبين بطريرك الإسكندرية البابا ديمتريوس، اختار مغادرة الإسكندرية. رُسِم كاهنًا في لبنان وأسّس مدرسة في قيصريّة في فلسطين حيث علّم المنطق واللاهوت والتّاريخ.
ويعتقد غالبيّة العلماء أنّ الجدل بينه وبين ديمتريوس كان نتيجة لحسد هذا الأخير من أوريجانوس وقلقه من شعبيّته مما يُعرّض سلطته للخطر كبطريرك للإسكندريّة.
يُشْهَد له ولدوره الفعّال في الاهتمام بالكتاب المقدّس وقد اعتبره البعض “أمير مُفسّري الكتاب المقدّس”، كما قيل عنه “أمير الفلسفة المسيحيّة”، أو “أستاذ الأساقفة”. وقد لُقِّب العلّامة أوريجانوس بــِ “أدمانتيوس” أي “الرجل الفولاذيّ”، إشارة إلى قوة حجّته الّتي لا تُقاوَم، وإلى مثابرته.
وَجَد في تدريسه للوثنيّين الأدب والنّحو فرصته للشّهادة للإيمان المسيحيّ قدر ما تسمح الظّروف. تتلمذ على يديه كثيرون نذكر على سبيل المثال القديس الكسندروس أسقف أورشليم.
كرّس حياته لا لدراسة الكتاب المقدّس والتّعليم به وحسب، بل قدّم حياته مثالًا للحياة الإنجيليّة. واتّسم أيضًا بالحياة النّسكيّة وممارسة الصّلاة. رأى في الصّلوات أمرًا ضروريًّا لنوال نعمة خاصّة من قبل الله لفهم كلمة الله.
لعلّ أعظم أثرٍ لأوريجانوس على مدرسة الإسكندريّة هو إبرازه التّفسير الرمزيّ للكتاب المقدّس. فقد كَّرس حياته كّلها لهذا العمل، حتى نُسِب هذا المنهج التفسيريّ لمدرسة الإسكندريّة ولأوريجانوس.
على الرغم من أن أوريجانوس توفي في شَركة مع الكنيسة، إلّا أنه تم ّلعنه لبعض تعاليمه الّتي تمّ التّخلّي عنها في مجمع القسطنطينيّة الثّاني في عام 553م.
ترك للكنيسة إرثًا من الكتابات الّتي تصل إلى ما يقرب من ستّة آلاف عملٍ بما في ذلك كتاب “المبادئ الأولى”، ومئات الشّروحات على الكتاب المقدّس وكتاب ال Hexapla الّذي وضع فيه دراسة نقديّة ضخمة للعهد القديم العبرانيّ مقارنًا النّص العبرانيّ مع نصوص الترجمة اليونانيّة السبعينيّة.
بعد سنواتٍ من وفاته، قام باسيليوس القيصريّ وغريغوريوس النازيانزي، بتجميع أقواله الروحيّة عن الصّلاة على ما أصبح يعرف بإسم فيلوكاليا أوريجانوس الإسكندريّ (وهي مجموعة من النّصوص المكتوبة بين القرنين الرّابع والخامس عشر).