إنّها المرةُ الثّالثةُ الّتي تستضيفُ فيها العاصمةُ الفرنسيةُ باريس الألعابَ الأولمبيةَ ولكن هذه المرة لم تكن أبدًا كسابقاتها. إذ أراد منظمو حفلَ إفتتاحِ هذه الدورة أن يكون إفتتاحًا “مُبهرًا” وقد كان كذلك! أطلق هؤلاء العنانَ لمخيلتِهم وبالغوا في إبداعِهم المسيءِ فأدهشوا العالم بعرضٍ تمثيليّ مُخزٍ ومُهين للوحةِ العشاءِ الأخيرِ للفنّانِ الإيطاليّ ليوناردو دافينشي الّتي قامَ بتمثيلِ شخصياتها ما يُعرف ب “دراغ كوين” وهم مجموعة من المثليّين والمتحوّلين جنسيًّا يرتدون أزياءَ نسائيّةً ويضعونَ مكياجاً صارخاً على وجوهِهم.
بدأت الألعابُ الأولمبيةُ في اليونانِ في مدينة أولمبيا سنة 776 ق.م. وكانت تُقامُ تكريمًا للإلهِ زيوس وزوجته هيرا وكان الرياضيّون الفائزون يقدّمون الهدايا لتمثال زيوس تعبيرًا عن تقديرهم له. أمّا في أولمبياد فرنسا، من العام الحالي، فقد اختاروا رجلًا عارياً ووضعوه في لوحة العشاء الأخير مكان السيّد المسيح ليمثّل ديونيسوس وهو إله الخمر والاحتفالات في الأساطير الإغريقيّة القديمة. هذا الرّجل العاري رقص على مرآى الجميع ومن بينهم طفلة صغيرة أقحموها في عرضهم المشين وراقصوها بوجود مثليّين يتبادلون القُبل علانيةً مروجين بذلك للبيدوفيليا.
إنّ العبادةَ الوثنيةَ والمثليّةَ الجنسيّةَ قد سبق وجرّمها الأمبراطور الرومانيّ ثيودوسيوس الأوّل عام 360 م إستنادًا إلى تعاليمِ الكتابِ المقدّس وقد أمر بإيقاف هذه الممارسات كليًّا، ويُرجّحُ أنّه هو من ساهمَ في إيقافِ الألعابِ الأولمبيةِ نهائيًا آنذاك، لتعودَ إلى الواجهةِ بعد مساعٍ قامَ بها البارونُ الفرنسي بيير دي كوبرتان الّذي اقترحَ إعادةَ الألعابِ الأولمبيّةِ الحديثةِ بشكلً رسميٍّ في اجتماعِ اتّحادِ الجمعّياتِ الفرنسيّةِ للرياضةِ في باريسَ عام 1892 م.
وضع دي كوبرتان الفرنسيّين على قمّةِ المنصّةِ بإحياءِ الألعابِ الأولمبيّة، وبذلَ جهودًا كبيرةً لإعادةِ هذا الحدثِ الذي يجمع رياضيّين من كافّةِ قاراتِ العالمِ. لكن وا أسفاه يا دي كوبرتان! فقد هبطَ الفرنسيّون إلى ما هو أعمق من قاعِ نهرِ السّين حيث جرى هذا الإفتتاحُ المقزّزُ. ما يثيرُ الدهشةَ هو ردّ المديرِ الفنيِّ للحفلِ توماس جولي الّذي دافع عن العرضِ بقوله: “إنّ مشهدَ العشاءِ الأخيرِ كان متوافقًا مع تقاليد فرنسا الطويلة من العلمانيّة”، فهل العلمانيّةُ تعني محاربةَ المسيحيّةِ وإقصائِها عن الحياةِ والإساءةِ إلى تعاليمِ الكتابِ المقدّسِ وضربِ مبادئِه وقيمِه عرض الحائط؟ هل العلمانيّةُ تُبيحُ لك وضعَ طفلةٍ صغيرةٍ وسطَ متحوّليين جنسيًّا والترويجِ للشّذوذِ والبيدوفيليا؟ كفاكُم تخفّيًا تحت غطاءِ العلمانيّةِ وحريّةِ التعبيرِ في بلدٍ ديمقراطيٍّ فما يحصلُ في فرنسا ومعظمِ الدولِ الأوروبيةِ هو محاولات نافرة ومتكرّرة للقضاء على المسيحيّةِ والتمرّدِ الصّريحِ والمباشرِ على الله القدوسِ وكلمتِه.
قال بولس الرسول بوحيٍ من الله: “لأنّهم لما عرفوا الله لم يمجّدوه كإله، بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبيّ. وبينما هم يزعمون أنّهم حكماء صاروا جهلاء”(رومية 1: 21-22). إلهٌ واحدٌ فقط تمجّد في هذا الحفل هو إله هذا الدّهر إبليس الّذي أعمى عيون المنظّمين فانحمقوا وجعلوا من عرضٍ بالٍ وصمةَ عارِ لهم ولفرنسا.