تَعِدُ إعلانات مستحضرات الغسيل بجعل الثياب بيضاء والأرض لامعة ورائحة الجسم عطرة وخالية من البكتيريا. لكن مفاعيل هذه السّوائل مؤقتة ولا تدوم. ونذكر كيف غسل بيلاطس البنطي يديه بالماء بعدما حكم على يسوع قدّام الجمع قائلّا: “إنّي بريء من دم هذا البار! أبصروا أنتم”. (متّى 27: 24)
ورد في بحث لأساتذة في جامعة ميشيغان أنّه عندما تواجه قراراً صعباً وتريد أن تعمل به، اذهب واغسل يديك. قال الباحث “سبايك لي” أن غسل اليدين يدل على التّخلّص من الشّكوك. قيل أن غسل اليدين يتعلّق بتبرئة العقل من الذنب ويستطيع أن يمحو الشكوك التي تراودنا في حياتنا اليوميّة. بيلاطس البنطي غسل يديه بعد الحكم على يسوع بالموت. وكتب شكسبير في إحدى رواياته عن السّيدة ماكبيث التي غسلت يديها بعد أن خطّطت لقتل الملك دانكن.
هل حقًّا تُغفر خطايا الانسان عند غسل يديه؟ ماذا يقول الكتاب المقدّس عن هذا الموضوع؟
كانت لشيوخ اليهود عادة غسل اليدين قبل الأكل. أمّا يسوع فقال أن الأكل بأيدٍ غير مغسولة ليس هو الّذي يُنجّس الانسان. ووجّه انتباه سامعيه إلى أن ما يُنجّس الانسان هو ما يصدر من قلبه من “أفكار شرّيرة وقتل وزنى وفسق وسرقة وشهادة زور وتجديف” (متّى: 15: 18-20). الخطيّة هي باختصار ما يُنجّس قلب الإنسان. والخطيّة هي كل عمل ليست عليه مسحة المسيح، كالسّوء والتّمرّد والظّلم والضّلالة والشّر والعصيان والفجور والجريمة والتعدي على القانون والعدوان والجهل والارتداد.
يُقدّم الكتاب المقدس خطّة وحيدة للتطهّر من دنس الخطية وهي بدم يسوع المسيح. إن غسل اليدين أو الجسد، أو أي عمل بشريّ آخر، لا يفيد شيئًا إلاّ من الخارج. أما علاج الخطايا فيجب أن يكون في الداخل. وحده المسيح “يرفع خطايا العالم” (يو 1: 29). الخطية مدمّرة ووحده الله قادر على أن يعالج آثارها.