(متّى 2: 1-10)
يدلّ النّصّ على أنّ هناك نجمًا قد ظهر، وأنّه يتحرّك مع حركة المجوس، وأنّه قريب من الأرض إلى درجة كافية تجعل تحديد موقعه من “بيت لحم”، القريبة جدًّا من “أورشليم”، أمرًا ممكنًا. ولكنّ تعيين قيادة الله للمجوس عن طريق علامة متحرّكة خارقة للطّبيعة، هو ما يجعلنا نتذكّر كيف قاد الله شعبه بالنّار وبالسّحاب في البرّيّة (خروج 13: 21-22). أمّا الرّأي الشّائع، فهو أنّ تلك الظّاهرة كانت نورًا خارقًا للعادة، أشبه بنجم، ظهر في بلاد بعيدة في الشّرق من “أورشليم”، لرجال كانوا خبيرين في دراسة الظّواهر الفلكيّة، ممّا دفعهم إلى الذّهاب إلى “أورشليم” لرؤية الملك المولود. هناك ثلاثة تفسيرات عن ظهور النّجم في المشرق:
1- في القرن السّابع عشر، قال “جوهانس كِبلر” إنّه انفجار نجم بعيد كان يمكن أن ينبثق عنه نور غير عاديّ. وكان القدماء ينبهرون برؤية المذنّبات، وقد شوهد “مُذنّب هالي” في العام 240 ق.م.، وبحسب دورته كلّ 77 سنة، يكون قد ظهر في العام 12/11 ق.م. وهو تاريخ سابق لميلاد المسيح، أو قد يكون مُذنّب آخر ظهر في العام 4 ق.م. ولكن لا يمكن للمذنّب أن يظهر في السّماء لفترة طويلة.
2- يظنّ بعض العلماء أنّ ذلك النّجم كان نتيجة اقتران كوكب المشتري بكوكبَي زُحَل والزّهرة في العام 7 ق.م. لكنّ حادثة كهذه لا تستمرّ لأكثر من لحظات، ولا يمكن تفسيرها على أنّها ظهور نجم وحيد.
3- قد يكون نجم كبير تعاظم ضياؤه فجأة ثمّ أخذ يخبو شيئًا فشيئًا، وهذه الحالة تحصل بشكل مُنتظم بين النّجوم الصّغيرة وهي في طور التّطوّر، ولم يحدث أن سُجّل حادث كهذا لنجم كبير منذ اختراع التّلسكوب والمرصاد. لكن، وإن حصل، فإنّ نور ذلك النّجم سوف يكون أعظم من نور النّجوم مجتمعة، وسوف يُغطّي نوره ليل السّماء كلّه.
كلّ هذه الآراء ما هي إلاّ محاولات لاستبعاد الجانب المعجزيّ في الموضوع، وهو الأمر الواضح في ظهور النّجم مرّة أخرى للمجوس بعد مغادرتهم “أورشليم” ووقوفه فوق المنزل حيث كان الطّفل يسوع وأمّه في “بيت لحم”. وعلى الرّغم من أنّ المجوس كانوا علماء فلك، إلاّ أنّ هذه الحادثة لا يمكن أن تُستَخدَم كدعامة للتّنجيم واستشارة الأبراج. فكما توقّفت الأرض عن الدّوران لنهار واحد في أيّام يشوع، وأظلمت الشّمس قبل موت المسيح على الصّليب، وكما ستكون هناك علامات في السّماء في الأيّام الأخيرة عند رجوع المسيح ثانية، هكذا حصلت هذه الظّاهرة الفائقة للطّبيعة لمرّة واحدة عند ميلاد الرّب يسوع المسيح.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
اختيارات المحرر
نجم الميلاد والأبراج
يدلّ النّصّ على أنّ هناك نجمًا قد ظهر، وأنّه يتحرّك مع حركة المجوس، وأنّه قريب من الأرض إلى درجة كافية تجعل تحديد موقعه من "بيت لحم"، القريبة جدًّا من "أورشليم"، أمرًا ممكنًا. ولكنّ تعيين قيادة الله للمجوس عن طريق علامة متحرّكة خارقة للطّبيعة، هو ما يجعلنا نتذكّر كيف قاد الله شعبه بالنّار وبالسّحاب في البرّيّة.
شاركها.
فيسبوك
تويتر
لينكدإن
البريد الإلكتروني
واتساب
السابقأولادنا والمخدّرات
التالي الإعلان الميلاديّ الأقوى