قال الرّبّ يسوع: “أنتم ملح الأرض. ولكن إن فسُد الملح فبماذا يُملّح؟ لا يصلح بعد لشيء إلاّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس من النّاس. أنتم نور العالم. لا يُمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجاً ويضعونهُ تحت المكيال بل على المنارة فيُضيء لجميع الذين في البيت فليُضئ نوركم هكذا قُدّام النّاس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويُمجّدوا أباكم الّذي في السّماوات” (متى 5: 13-16)
حدث مرّةً أنّ رجلاً أعمى كان يجلس في زاوية أحد الشّوارع في مدينة كبيرة، وكان يضع بجوارهِ مِصباحاً. فسأله أحد المارّة: “ما الفائدة من وضع المصباح بجوارك ما دمت لا تُبصر، والنّور بالنسبة إليك مثل الظّلمة؟” أجاب الأعمى قائلاً: “لا أضع هذا المصباح بجواري من أجلي أنا، بل من أجل الآخرين، لكي لا يعثر أحد بي”.
وفيما أنا أفكّر في هذا الجواب الحكيم، تساءلت: هل يعثر النّاس بنا، نحن معشر المؤمنين بالمسيح، أو نُجنّبهم العثرة؟ ففي الوقت الّذي يقرأ أحدهم صفحات الكتاب المقدّس، يقرأ عشرات، لا بل مئات الأشخاص حياتنا؛ هذا ما قصده الرّسول بولس عندما قال: إنّنا رسالة المسيح المعروفة والمقروءة من جميع النّاس. لنتأكّد أنّ البشارة الشّفهيّة بالإنجيل لا تفيد كثيراً ما لم يُكرَز عمليّاً بالمسيح في حياتنا. إن لم نرفع من شأن الإنجيل في أعين النّاس بوساطة سلوكنا المقدّس وأقوالنا النّقيّة، لا يُمكننا أن نربحهم للمسيح.