الخوف يقتلنا إن تملّكنا! الأشخاص الّذين يرزحون تحت عبوديّته يُعانون من مشاكلَ صحيّةٍ وقلقٍ وغضبٍ وتشنّجات. هو ألمٌ شديدٌ يمنعهم من الاستمرار وكأنّهم عالقون في قَفَصٍ. هذا صراعي الشّخصيّ مع الخوف! بعد الزّلزال، تملّكني الخوف ولم يُفلتني. هل سينهار الجدار على رأسي؟ هل سأخرج من تحت الأنقاض؟ تغلغلت الأفكار السلبيّة في قلبي، وزحزحت أمانيّ. بدأتُ أرتجف وكأنّ الواقعة تحدث أمامي! أردت أن أجد حلًّا إذ إنّ الخوف دمّر حياتي. فقدت أملي بالنّجاة واستسلمت، فرفعت صوتي لإلهي: “ماذا يجب أن أفعل؟”
نَمُرّ جميعنا بلحظاتٍ مُرعبةٍ تولّد فينا خوفًا طبيعيًّا. فيها، نخاف من خسارة حياتنا وحياة أحبّائنا، أملاكنا، وأحلامنا. ماذا سأفعل؟ أين سأهرب؟ أين أختبئ؟ هل سأنجو؟ وبعد الخوف الطّبيعيّ وزوال الخطر، يجد البعض نفسه قد وقع تحت سيطرة الخوف غير الطّبيعي. فيتغيّر أسلوب العيش، ويُفقِد النّوم والاطمئنان!
في الكتاب المقدّس، الرّب يُذكّرنا ألّا نخاف 365 مَرّة! هناك تذكير لكُلِّ يومٍ من السَّنة. لذا، في رحلة التّغلّب على الخوف، نبدأ في كلمة الله؛ نبدأ في التأمّل بها، وقراءة وعود الله فيها، شاكرين الرّب عليها. يبدأ الانتصار بتغيير فِكرنا من خلال قوّة الكتاب المقدّس. فيه، نرى عذابات الخوف. فيه، نلاحظ أكاذيب الشّيطان ونَعلَم فِخاخه. فيه، نرى قُدرة الله ونتعلّم كيف خلّصت ذراعه كلّ من التجأ إليه.
واجه خوفك، عالمًا أنّ الرّب معك تمامًا كما وَعَد. نحن نعلم أنّنا سنواجه خسائر وآلام في الحياة في أيّ وقت، وبدون سابق انذار. ولكن، لا نحيا بِظِلّ خوف تلك اللحظات، بل نحيا باستعداد. نحيا ونحن لا نتمسّك بالأشياء الأرضيّة، عالمين أنّها حتماً ستزول عاجلاً ام آجلاً. استعدّ وتصالح مع الله. إعرَفه، وتمتّع بالثّقة والرّاحة بين يديه.
لا تَسمح أن يستفرد بك الخوف بينما نحيا بعيداً عن الله. كن مع الرّب، سِر معه، فيرى خوفُك عَظَمَةَ الله ويهرب. لا تعتمد على إمكانيّاتك، لأنّنا جميعًا ضعفاء أمام هذا الوحش. ارفع أنظارك إلى فوق من حيث يأتي العون والمعونة من عند الرّب القادر على كلّ شيء.