حقائق مسيحية

السّلام مفقود من العالم. تتصاعد وتيرة النِّزاعات بين البشر مع كلّ المساعي الدّوليّة لإحلاله. مؤخَّرًا، تصريح واحد لقائد سياسي غربي أشعل فتنًا واضطرابات في منطقة الشّرق…

لم تعرف الأديان والشعوب الغفران على مدى التاريخ البشري، بل قامت علاقة الإنسان بالإنسان منذ قايين على التقاتل والغلبة، والإستئثار بالأرض والأملاك، كما قال الشاعر اللاتيني…

لأَنَّ الإِنْسَانَ أَيْضًا لاَ يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَالأَسْمَاكِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَالْعَصَافِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِالشَّرَكِ، كَذلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو الْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرّ، إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَةً.”…

جميعنا، من النّاحية الرّوحيّة، مذنبون بارتكاب جرائم ضدّ الله. ويدعو الكتاب المقدّس هذه الجرائم بالـ”خطايا”. فنحن نكذب أو نسرق أو تراودنا أفكار سيّئة أو نتلفّظ بكلمات رديّة حتّى أنّنا قد نرتكب جريمة القتل. وهذا ما ذكره بولس في رومية 3: 10 “ليس بارّ ولا واحد”، ويُكمِل قائلاً: “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (3: 23).

دوّن الرّسول بولس في رسالته الثّانية إلى أهل كورنثوس: “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا” (5: 17).
نحن لا نستطيع أن نقدّس نفوسنا، ولكن نقدر أن نشارك الرّوح القدس في هذه العمليّة من خلال خضوعنا واستسلامنا لعمله في حياتنا إن كنّا نرغب في تسليم حياتنا للمسيح والسّماح لروحه القدّوس بتقديسنا.

يجب أن يعرف المسيحيّون حقيقة إبليس، ولا يجهلوا أفكاره ومكره. إنّه يطوف كأسدٍ زائرٍ يبحث عمّن يفترسه. من غير الممكن أن نقاوم الخطيّة وإغراءات الشيطان بأنفسنا. يعلّمنا الكتاب المقدّس كيف نكون أقوياء ونغلب الشّيطان. نحتاج أن نحمل سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نقاوم الشرّير (أف 6: 13).