حقائق مسيحية

لأَنَّ الإِنْسَانَ أَيْضًا لاَ يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَالأَسْمَاكِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَالْعَصَافِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِالشَّرَكِ، كَذلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو الْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرّ، إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَةً.”…

جميعنا، من النّاحية الرّوحيّة، مذنبون بارتكاب جرائم ضدّ الله. ويدعو الكتاب المقدّس هذه الجرائم بالـ”خطايا”. فنحن نكذب أو نسرق أو تراودنا أفكار سيّئة أو نتلفّظ بكلمات رديّة حتّى أنّنا قد نرتكب جريمة القتل. وهذا ما ذكره بولس في رومية 3: 10 “ليس بارّ ولا واحد”، ويُكمِل قائلاً: “إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” (3: 23).

دوّن الرّسول بولس في رسالته الثّانية إلى أهل كورنثوس: “إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا” (5: 17).
نحن لا نستطيع أن نقدّس نفوسنا، ولكن نقدر أن نشارك الرّوح القدس في هذه العمليّة من خلال خضوعنا واستسلامنا لعمله في حياتنا إن كنّا نرغب في تسليم حياتنا للمسيح والسّماح لروحه القدّوس بتقديسنا.

يجب أن يعرف المسيحيّون حقيقة إبليس، ولا يجهلوا أفكاره ومكره. إنّه يطوف كأسدٍ زائرٍ يبحث عمّن يفترسه. من غير الممكن أن نقاوم الخطيّة وإغراءات الشيطان بأنفسنا. يعلّمنا الكتاب المقدّس كيف نكون أقوياء ونغلب الشّيطان. نحتاج أن نحمل سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نقاوم الشرّير (أف 6: 13).

الحسد يجعل الحياة غير سعيدة . “حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد” (أمثال 14 : 30). لا يمكن للإنسان أن يجمع الحسد والفرح معا في حياته. الحسد ينتج عن المقارنة بينك وبين الآخرين، بين ما لديك وما لديهم. لكن رغم كلّ شيء يبقى الحسد خيارًا، تفعله أو لا تفعله.

قايين ابن آدم، القاتل الأوّل، بنى أوّل مدينة في التَّاريخ، وسمّاها على اسم ابنه حنوك. أمّا ثاني مدينة في التاريخ البشريّ، فكانت بابل، وبناها نمرود أحد أحفاد نوح، من يدرس الأناجيل المقدّسة يرى أن يسوع لم يكن مبهورًا بالمدن إذ عرفها على حقيقتها، وعرف حقيقة إنسانها، فقال الويل لها.
ومع هذا نظر يسوع إلى المدن نظرة عطف وحنو. كان شعاره: “يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهذَا قَدْ أُرْسِلْتُ.” (لو 4: 43).

يشوب العالم حذر ممتزج بالخوف والترقّب. منذ الحربين العالميّتين والأزمات تتلاحق وتتعقّد. تاريخ الشّعوب يزخر بالمآسي والوحشيّة والظّلم والاضطهاد. لكن ما يجري اليوم هو أكثر من تاريخ يتكرّر، ويستحقّ التأمّل والاعتبار. تنبّأ يسوع عن نهاية الزّمن بالقول: “على الأرض كرب أمم بحيرة. البحر والأمواج تضجّ، والنّاس يُغشى عليهم من خوفٍ وانتظار ما يأتي على المسكونة لأنّ قوّات السّماوات تتزعزع. وحينئذٍ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابةٍ بقوّة ومجد كثير” (لوقا 21: 25-27).