من غيرك أيُّها المسيح؟

إنّها ساعة الظلمة أيّها المسيح وها هم أولئك الَّذين لا يَعْلمون يقتادونك مكلومًا مجروحًا إلى الصّليب، مهانًا تجرِّح قدميك المقدّسة الحجارة، تَقَع حينًا وتُعان حينًا، وأبدًا سَيْرُك صوب إنجاز الفداء. على رأسك تاج الشوك يشير أنَّك الملك بِحَقّ، فمن غير الملك الحقيقي يحمل جراحات الإنسان وعذاباته. من غير المتوَّج بالإلوهة يزيل بدمه الخطايا، وَمِنْ على صليب وحْدَتِه يشرف على موج البشر المتلاطِمِ ليفديه ويخلِّصه. من غيرك أيّها المسيح؟ 

هم جنودٌ رومانٌ أميِّون، لا يعرفون إلّا الطّاعة. آلاتٌ بيد من يديرها، وهو بيلاطس الضّعيف الخائف على مركزه، الّذي رأى الحَقَّ أمامه ولم يعرفه. ولكن ماذا عن الّذين يعرفون الكتب والأنبياء، ماذا يا ربّ عمّن رأوا عجائبك وبشَّرْتهم فرذلوك، وأفهمتهم غاية الشّريعة فسدُّوا آذانهم ولِحنقِهِم أرادوا رجمك ورميك من علو. 

وماذا عنَّا نحن يا سيدي يسوع؟ نحن الآن نعلم. أَنَقْتادك بخطايانا بعد أن دفعت كامل صكّ غفراننا وتبريرنا؟ أنهينك بأفكارنا وميولنا الأرضية ونرذلك ونُجرِّحَك بطرقنا المعوجَّة بعد أن سَلَكْتَ من أجلنا طريق الجلجثة؟ أنحني رؤوسنا لطلبات إبليس وننكر الحقّ بعد أن، برأسك المُدمَّى، شَدَدْتهَا نحو السماء؟ 

لقد أتممت يا سيدي يسوع كلّ شيء من أجل خلاصنا ومن أجل أن ندعى أبناء الله القديسون، أفَنُنْقِص بعدم اتّكالنا على إنجيلك - كلمة الحياة - ألتي أعطيتنا إيّاها ونصير أبناء الشّياطين؟! 

أيّها الإله الحيّ القدّوس، ليس بأعمال عملناها نحن مخلَّصون، ولا بشرائع حرَّفناها، ولا بأشخاص نصّبناهم وسطاء بيننا وبينك، بل بنعمة صليبك المقدّس نحن مخلَّصون. بما أتممته من أجلنا نحن مُخلَّصون. نسجد لآلامك أيّها المسيح.